قال تعالى: “فِطْرَةَ اللهِ التِّي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لَخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاِس لا يَعْلَمُون”، فالإنسان هو الإنسان، والشهوة هي الشهوة، ولو أن المسلم أوجد الخوف من الله في نفسه، وملأ قلبه بحب الله لحماه الله من كل ما يحيط به، ولا نقلل من آثار الفساد العام الذي في الأمة وأثره على الشباب، ولكن أيضًا لا يمكن أن نتغافل أو نتناسى وجود شباب صالح مؤمن تقي، يلوذ بالمساجد ويملأ وقته في قراءة القرآن، وطاعة الرحمن، فحفظه الله وحماه.
أما أن يذهب المسلم إلى النوادي المختلطة دون صحبة آمنة، أو يقف على المصائف العارية، أو يُمعن في المجلات التي تحمل الصور الفاسدة وغيرها من هذه الأشياء، ثم يقول بعد ذلك أنا غير قادر على أن أمتنع من الزنا، فهذا أمر لا يعقل؛ ولهذا فإن الدول المسلمة تحمل مسؤوليتها الخطيرة في تربية الأمة وضبط الشارع المسلم وفق شريعة الله.
والحدود إنما شرعت لحماية الأمة، وعقوبة الزاني الموجبة للحد هي مائة جلدة للعزب الذي لم يتزوج والرجم حتى الموت لمن تزوج أو سبق له الزواج، ومن عوقب بشيء من هذا في الدنيا فهو كفَّارة له، ومن ستر الله عليه وتاب توبة نصوحًا فأَمْره إلى الله إن شاء غفر وإن شاء عذّب، وأملنا أن من تاب توبة صادقة فإن الذي ستر عليه برحمته سيقبل توبته ويعفو عنه، “إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَنَات….
ونحن بدورنا نسأل كل مسلم يبرر لنفسه جريمة الزنى نسأله ما سأله النبي (ﷺ) لشاب من قبله: أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ أترضاه لابنتك؟ سيقول دائمًا: لا، رغم كل الحادث في المجتمع، فكذلك كل الناس لا يرضوه لأمهاتهم ولا لبناتهم، فاحفظ أخي المسلم نسوة الناس يحافظ الله على أهلك.