كفل الإسلام للزوجة حياة سعيدة مع زوجها ،وأمر بالبر في المعاملة من كليهما ،قال تعالى :(وعاشروهن بالمعروف ). ومن البر أن ينفق الزوج على زوجته فيما تحتاجه من طعام وشراب وعلاج وكساء ،فيقدم علاج الزوجة على حج النافلة .
يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي الأستاذ بجامعة الأزهر:
لقد فرض الله الحج على المستطيع من عباده مرة واحدة في العمر، فقال الله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً..} وقال رسول الله ﷺ: “أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا، فقال رجل أفي كل عام يا رسول الله؟ فسكت رسول الله ولم يجبه، فأعادها الرجل حتى قالها ثلاث مرات، فقال رسول الله ﷺ: لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم، ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مساءلتهم، واختلافهم على أنبيائهم” .
فالحج في المرة الثانية من النوافل والطاعات التي ليست واجبة، ولكنها يتقرب بها الإنسان إلى ربه، وفي الحديث القدسي: [وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه..] والإنفاق على الزوجة وعلاجها من الواجبات، التي أوجبها الله ـ تعالى ـ في قوله: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله..}.
فالنفقة واجبة على الزوج قدر استطاعته، وقال رسول الله ﷺ: “استوصوا بالنساء خيرًا” وقال: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” وقال: “ما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم. وأنت أيها الزوج، أتظن أن فرائض الله محصورة في الصلاة والصوم والزكاة والحج؟ إن هذا فهم قاصر وخاطئ، ففرائض الله في العلاقات بين الناس كثيرة، وما جعلت العبادات إلا من أجل تزكية النفس، وخشية الله، فيكون لذلك أثره في العدل بين الناس، وأداء الحقوق وعدم الظلم، وإن لزوجك عليك حقًا، وهو حق واجب لما ذكرنا من الآيات والأحاديث، فلا تضيع هذا الحق على صاحبته، واعلم أن علاجها، والإنفاق عليها، وحسن معاشرتها تثاب عليه بأعظم وأحسن وأكمل مما تثاب على نافلة الحج في المرة الثانية، فلا تضيع الفريضة من أجل النافلة، فإن الفريضة يسألك الله عنها، ويعاقبك على التفريط فيها، وبخاصة إذا تعلقت بحق من حقوق العباد، كحق زوجتك عليك، فلا تضيعه حتى تسلم.