قال تعالى: “ورتل القرآن ترتيلاً”، بل هذا من الواجبات التي تغيب عن كثير من المسلمين، فإن كانت النساء يجلسن إلى الشيخ محجبات غير سافرات ويدور الكلام حول أمر التجويد وتصحيح مخارج الألفاظ وفهم معاني القرآن، فهذا أمر كريم.
فإذا دعت الحاجة إلى قيام رجل بتدريس النساء وتعليمهن ، إما لعدم وجود معلمة ، أو لكونه مجوداً متقناً ، يعلمهن أحكام التلاوة ، فلا حرج في ذلك إذا روعيت الضوابط التالية:
1- أن يكون المعلم كبير السن ، معروفاً بالصلاح والاستقامة .
2- أن لا يكون هناك خضوع بالقول من إحداهن .
3- أن يكون الكلام مع المحفظ على قدر الحاجة فقط .
4- أن ينسحب المحفظ من هذا العمل إذا شعر بميل قلبه أو تلذذه بصوت إحداهن .
5- ألا تكون هناك محادثة خاصة بينه وبين واحدة من النساء أثناء الدرس أو بعده .
وأما القول بأن هذا منهي عنه من باب قوله تعالى: “ولا تخضعن بالقول” فالخضوع بالقول هو القول المتسكع بلفظٍ يؤدي إلى سهم يذهب إلى القلب، بدليل قوله تعالى: “فيطمع الذي في قلبه مرض”.
أما التي تقرأ القرآن وتخرج الحروف من مخارجها الصحيحة مذكرة بوحدانية الله والجنة والنار وسير المرسلين وما ورد بالقرآن العظيم، أمثال هذه توصف بأنها تخضع بالقول، اللهم إلا إذا كانت امرأة ذات صوت رخيم بطبعها، وأن هذا الصوت له من شدة الأنوثة ما قد يؤثر في قلوب الرجال، فمثل هذه ربما ننصحها بألا تتلوا أمام أحد، أما عموم النساء فليس فيهن مثل هذا الأمر، أو امرأة أخرى تتعمد أن تخضع بالقول، وتتعمد أن تجعل في صوتها مؤثرات بغية التأثير في قلوب الرجال.