صلاة التراويح من الشعائر المهمة التي يحرص عليها المسلمون خلال الشهر الكريم، والأمر فيها على السعة؛ لأنها صلاة نافلة، والصلاة خير موضوع فليكثر منها المسلم أو يقل كما أخبرنا المعصوم ﷺ، وعلى المسلمين أن يسع بعضهم بعضا فيما دون ذلك، فلو أطال بعضهم القراءة وقصر البعض الآخر فلا بأس فلعل الإطالة توافق بعض الناس ولا توافق البعض الآخر وفي هذا الاختلاف سعة للمسلمين .
أما التسبيح أثناء صلاة التراويح ففي الأمر سعة لأنه ذكر والذكر جائز على أية حال ، وحمل المصحف والقراءة منه مرجعه إلى الخشوع، وإن كان الأفضل حث المسلمين على الحفظ والتدبر وهو أولى من الانشغال بتقليب صفحات المصحف أو القراءة فيه.
والأصل في صلاة الليل أنها تصلى في البيت فرادى، ولكن الرسول ـ ﷺ ـ جمع المسلمين على صلاة التراويح أكثر من مرة ثم ترك هذا الأمر رحمة بأمته حتى لا يفرض عليهم، ثم جمعهم عمر بن الخطاب وصارت شعيرة من شعائر شهر الصيام، ومن وجد الخشوع في صلاة الجماعة كان أفضل حيث يلتقي المسلمون على كتاب الله يقرؤونه ويتدارسونه بينهم، وإن لم يجد الخشوع إلا في صلاته منفردا فلا بأس .