كُلُّ الرسل جاءت لتؤكد الدَّعوة إلى توحيد الله تعالى، والإيمان بالبعث بعد الموت، والبعد عن المنكرات، قال تعالي: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (سورة الأنبياء:25) (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (سورة النحل:36)
وسيدنا يوسف ـ عليه السلام ـ جاء بما جاءت به الرُّسُل، فَقَدْ أمر صاحِبَيِ السجن بعبادة الله وحده وتَنْزِيهه عن الشًّركاء، قَال تعالي: (يَا صَاحِبَيِ السِّجَنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ القَهَّارُ. مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الحُكْمُ إِلَّا للهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سورة يوسف: 39 ـ40) وذلك بعد أن قال لهما: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ . وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُوَن) (سورة يوسف:37-38) ذلك إلى جانب ما قرَّره مِن عُزُوفه عن ارتكاب الفاحشة ومن عدم خيانة مَن ربَّاه وكَفَلَهُ وأحسن إليه، ومن الإرشاد إلى التخطيط وعمل الاحتياطات للمفاجآت بتأويل الرُّؤيا وتخزين المحصول للطوارئ وغير ذلك مما جاء في الآيات في السورة، وهي كلُّها فُرُوع في التشريع بعد الدعوة إلى التوحيد الله سبحانه.