لا يخفى على كل من الزوجين أنه قد أوغر صدره تجاه الآخر من أثر الخلافات التي وصلت إلى قاعات المحاكم أو إلى معرفة كثير ممن حولهم بمشكلتهم ، وأن كل واحد منهم يشعر بمرارة وحنق شديدين تجاه الآخر ، وهو يحتاج إلى ملاطفة وتضحية من كلا الزوجين حتى ينسى هذه المرارة. ويكون هذا خصوصا ممن بدأ بالشكوى لدى المحاكم وفي من تحدث كثير بين الأهل والأقارب عن المشاكل بينهم.
فالآن الكرة في ملعب من بدأ بالمشكلة، فليتلطف إلى الآخر، ويتودد إليه ، ويشعره أنه لم يعود إليه قسرا ، بل حبا وودا ، وأن ما فات قد مات ، ويتحبب إليه بالهدايا كل على حسب حاله؛ فالإنسان أسير الإحسان ، ولعله إذا رأى من أياما حلوة أن ينسى بها ما مر من أيام قاسية .
لا ينتظر من كانت الكرة في ملعبه أن يبدأ الآخر بردم هذه الجسور ، ولكن عليه هو أن يبدء حتى يعود إليه الآخر على الوجه الذي يحبه ، وليصبر في محاولات الإصلاح ، فالطريق طويلة وليست سهلة ، فقد يجد من الطرف الآخر صلفا وغرورا وتعنتا ، فليقابل هذا كله بمزيد من الود والملاطفة ، وليستعين بالدعاء ؛ خاصة أوقات السحر وقبل مغرب يوم الجمعة ، وبين الأذان والإقامة ، وفي مواضع السجود، فالبدعاء تجاب الحاجات.
ولا ننسى قول الله سبحانه وتعالى : ( إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) فمن يريد من أحد الزوجين إصلاحا وصلحا وتوددا وتلطفا فالله سبحانه وتعالى يوفق بينهما ويصلح بينهما ويبارك لهما وعليهما.