كلمة ”رمضان كريم” غير صحيحة، وإنما يقال: ”رمضان مبارك” وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً فاضلاً، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام.
وقد يتوهم القائل ويظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل المعاصي بقوله رمضان كريم، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل، عكس ما يتصوره القائل، وقالوا: يجب على الإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما في الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله عز وجل:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة: 183.
فالحكمة من فرض الصوم تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عن النبي ﷺ أنه قال: ”من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” .
فالصيام عبادة لله، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله، وليس كما قال هذا الجاهل: إن هذا الشهر لشرفه وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي.
هذا حكم من يقول : ” رمضان كريم ” محتجا بها ومتخذا وجود رمضان مبررا لخطئه.
أما إذا كان قائلها يقصد بها الدعاء لغيره بأن يكون رمضان شهر كرم وبركة عليه، أو يقصد بها الإخبار عما يحصل من تفضل الله تعالى على عباده في هذا الشهر العظيم، فهذا في الأصل لا مانع منه ولا محذور فيه، إلا إذا كان قائلها معتقدا مشروعيتها أو معتقدا أنها هذا القول سنة فهذا يدخل في البدعة .