يقول فضيلة الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى -:
قال الله تعالى: (وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) [سورة الأعراف: 204].
حكى ابن المنذر الإجماع على أن الإستماع للقرآن والإنصات إليه واجب في الصلاة وخطبة الجمعة، وليس واجبًا في غير هاتين الحالتين، بل هو سنة، وذلك لأن وجوب الإستماع للقرآن والإنصات إليه فيه حرج كبير على القائمين بأعمال ضرورية تحتاج إلى يقظة وعدم انشغال، وبخاصة أن القرآن يتلى ويذاع من جهات متعددة، إن لم يكن من البيت أو محل العمل فمن البيوت أو المحال الأخرى.
ولكن إذا كان الإنسان في مجلس قرآن ولا يوجد عمل يشغله ينبغي أن يتأدب في المجلس ولا ينشغل عن الإستماع للقرآن والإنصات بحديث أو غيره، وبخاصة مع رفع الصوت بالحديث، وتعظم المسئولية إذا كان قاصدًا برفع الصوت التشويش على القرآن وإذا كان الله تعالى قال: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) [سورة الحجرات: 2] فإن النهي عن رفع الصوت على صوت القرآن أولى، والأدب مع الله وكلامه فوق الأدب مع الرسول وكلامه.
والمراد بسماع القرآن في الصلاة هو سماع المأموم لقراءة الإمام، فلا يجوز أن يشغل المأموم عن قراءة الإمام بأن يقرأ هو، والإنصات إلى خطبة الجمعة واجب لأن فيها قرآنًا، والنصوص ثابتة في الأمر بالإنصات للخطبة، وأن من لغا أو انصرف عنها فلا جمعة له.
والخلاصة أن الإستماع للقرآن والإنصات إليه واجب في الصلاة عند قراءة الإمام وفي خطبة الجمعة، ومندوب في غير ذلك، فقد روى أحمد أن النبي ﷺ قال: “من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلا آية من كتاب الله كانت له نورًا يوم القيامة” ذكره ابن كثير عند تفسير الآية المذكورة “وإذا قريء القرآن فاستمعوا له.