تنوعت آراء العلماء في معنى وتفسير الحروف المقطعة في أوائل السور ، وقد أوردها الشيخ عبد الله الصديق الغماري، فقال: الأحرف المذكورة في أوائل السور اخْتُلِفَ فيها على أقوال:
– منها قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: لله في كل كتاب مِن كُتُبه سر، وسِرُّه في القرآن أوائل السور. وهو قول الشعبي أيضًا.
– ومنها قول رُوِيَ عن ابن عباس وهو أن هذه الحروف أقسام أقسم الله بها على صدق ما بعدها من الكلام.
– ومنها أن الله أراد أن يُظْهِرَ الإعجاز على يد نبيه حيث يأتي بهذه الحروف التي هي مُسَمَّى الحرف مع أنه أُمِّيّ، وهذا شيء لا يعلمه إلا الذين تَعَلَّموا القراءة والكتابة.
– ومنها قول ذكره الزمخشريّ في الكَشَّاف والبيضاويّ في التفسير وغيرهما، وهو الإشارة إلى أن القرآن مُؤَلَّف من حروف يَنطقون بها وتَجري على ألسنتهم في تخاطبهم، ومع ذلك لا يستطيعون الإتيان بمثله، وهذا أبلغ ما يكون في الإعجاز.
– ومنها قول رُوِيَ عن ابن عباس أيضًا وهو أن هذه الحروف مُقْتَطَعَة من كلمات، فلفظ “الم” مُقْتَطَع من: أنا الله أعلم. أو من: الله أرسل جبريل إلى محمد. وكهيعص مُقْتَطَعَة من: كافٍ هادٍ عدل. أو: عليم صادق. وهكذا في سائر الحروف. وهذا قول ضعيف.
– ومنها قول جماعة من العلماء أنها أسماء للسور فيقال: سورة “الم” وسورة (ص) مثلًا.
– ومنها قول آخر ذكره بعض العلماء أيضًا وهو أن الكفار لمَّا قالوا لبعضهم: (لا تَسْمَعُوا لهذا القرآنِ والْغَوْا فيه لعلكم تَغْلِبون) أنزل الله هذه الحروف المُقَطَّعَة ليَلْفِتَ نظرَهم إلى سماع القرآن؛ لأن الإنسان من طَبْعِه إذا سمع شيئًا غريبًا عن مألوف عادتِه أصغَى له واهتَمّ، وبذلك يحصل استماعهم للقرآن باهتمام منهم.انتهى