بعض الزوجات تتعامل مع أم زوجها بشكل رسمي وتعتبرها شخص غريب بدل أن تعتبرها أم زوجها وحماتها، وعندما يود الزوج زيارة والدته وأهله تبدأ الزوجة تجادل وتقول يجب أن لا نتأخر في الزيارة.
نقول الواجب على الزوج البر والإحسان لأمه غاية الإحسان، فهذا ما أرشد إليه النبي ﷺ ففي حديث معاوية بن جاهمة أنه جاء إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك؟ فقال: ” هل لك أم؟ ” قال: نعم. قال: ” فالزمها فإن الجنة تحت رجليها ” رواه النسائي وغيره، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأقره المنذري وحسن إسناده الألباني ورواه ابن ماجه عن معاوية بن جاهمة بلفظ آخر، وفيه: قال: ” ويحك؛ أحية أمك؟ ” قلت: نعم يا رسول الله، قال: ” ويحك؛ الزم رجلها فثم الجنة
قال السندي في شرح سنن ابن ماجه:
قال السخاوي: إن التواضع للأمهات سبب لدخول الجنة، قلت: ويحتمل أن المعنى أن الجنة أي نصيبك منها لا يصل إليك إلا من جهتها، فإن الشيء إذا صار تحت رجلي أحد فقد تمكن منه، واستولى عليه بحيث لا يصل إلى آخر إلا من جهته. انتهى.
أما بخصوص ما تصنعه الزوجة مع أم الزوج، فالزوجة عليها أن تحسن أخلاقها مع والدة زوجها، ولا تبخل عليها بعون ولا مساعدة ما دام ذلك في غير معصية، وعلى الزوج أن يحاول التقريب بين زوجته وأمه، وإن كان من ثمة اختلافات بينهما أو خلافات فعليه أن يحتويها حتى تستقيم الأمور بين الإثنين، وفي الزواج من أخرى فلا نرى أنه حلا لهذه المشكلة.
بل الحل هو ما أشرنا إليه من أن الزوجة عليها أن تحسن لأم زوجها وأن تتعامل بهابالفضل والكرم والإحسان لا بالعدل فقط وعلى الزوج أن يبذل جهده للتوفيق بينهما.
ونصيحة نقولها لكل زوجة إن دعوة الأم مستجابة كما جاء في الحديث فمساعدتك لزوجك في البر والإحسان لوالديه، قد تكون بعدها دعوة منهما سببا للسعادة لك ولزوجك وأبنائك، فكم من دعوات أم عادت بالخير الوفير على الإبن وعائلته فلا تمنعي زوجك ونفسك وأبنائك من هذا الخير لمجرد هوى النفس أو وسوسة الشيطان.