فرائض الوضوء منها ما هو متفق عليه وهو غسل الوجه وغسل اليدين إلى المرفقين ومسح الرأس وغسل الرجلين إلى الكعبين، وهناك فرائض هي محل خلاف مثل النية والترتيب والموالاة، أما ترك تخليل الأصابع فلا يترتب عليه بطلان الوضوء لأنه من سنن الوضوء، فتركه لا يبطل الوضوء .
يقول فضيلة الدكتور محمود عبد الله العكازي : الوضوء شرط لصحة الصلاة لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ) المائدة آية 6 ولقوله ـ ﷺ ـ في الحديث المتفق عليه: “لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ” وحديث: “لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ” وفرائض الوضوء المتفق عليها هي: غسل الوجه، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس لا غسلها، وغسل الرجلين إلى الكعبين.
وأما الفرائض المختلف فيها فهي أربعة كذلك هي: النية والترتيب والموالاة والدلك الخفيف باليد .
وأما سنن الوضوء فكثيرة قد أوصلها بعض الفقهاء إلى ثلاثين كالتسمية في أول الوضوء، وكغسل اليدين إلى الرسغين ثلاثًا قبل إدخالهما الإناء، ومنها المضمضة والاستنشاق، ومنها السواك، وتخليل اللحية الكثة، ومن السنن كذلك تخليل الأصابع أثناء الوضوء لِما رواه أحمد وابن ماجه والترمذي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله – ﷺ- قال: “إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك” وروى الخمسة إلا أحمد حديث المسْتَورد بن شداد قال: ( رأيت رسول الله – ﷺ- إذا توضأ خلل أصابع رجليه بخنصره) وبعد، فإني أقول: إن تخليل الأصابع في الوضوء ليس من فرائضه، ولا من واجباته، وإنما هو سنة من السنن المندوبة التي يُثاب فاعلها، ولا شيء على من تركها .
وبناء على ذلك فإن الصلاة بالوضوء لمن لم يخلل فيه أصابعه تعتبر صلاة صحيحة ما دام قد أدى الفرائض المتفق عليها في قوله تعالى: (فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ) المائدة 6 مع الكراهة في غسل الرأس دون مسحها.