يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم – شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة :ـ
إن من مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، إبقاء النوع الإنساني، والحفاظ عليه، ولذا شرعت الزواج ليكون منه نسل يعمر الدنيا، وليتحصن الزوجان بالزواج فلا يقعا في خطيئة تدمر الخلق والدين، ومن أجل ذلك حث رسول الله ـ ﷺ ـ على اختيار الزوجات، المنجبات للبنين والبنات، فقال ـ عليه الصلاة والسلام: “تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة” رواه الإمام أحمد.
فمنع النسل وتحديده من الأعمال التي تنافي مقاصد الزواج؛ إذا كان الملجئ إليه خوف الفقر وكثرة الولد، ولذا لا يعد عذرا من الأعذار، التي تصل إلى حد الاضطرار كالخوف على حياة الأم مثلا، فالذي خلق تكفل بالرزق لكل كائن حي، حيث قال في كتابه الكريم: (وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون).
فمن يسر الله بدء حياته الزوجية في بحبوحة من العيش وميسرة، فما الداعي إلى خوف من فقر يتوقعه، أو ضائقة يخشى أن تنزل بساحته، وإني لأنصحك أيها المسلم بما فيه صالحك، وهو أن تؤمن من أعماقك بقول الخلاق الرزاق بشأن الذراري والأولاد” (نحن نرزقكم وإياهم) ويقول: (نحن نرزقهم وإياكم) فقد يكون الولد سببا في سعة أرزاق أبويه، والله على كل شيء قدير .
فلا تعتقد أيها المسلم أنك أنت من سيأمن معيشة أبنائه بل لا بد لك من الإعتقاد الجازم والثقة التامة واليقين بالله سبحانه وتعالى أنه هو الرزاق وأنه هو من سيدبر أرك وأمر أبنائك، فلا تنشغل فيما ليس لك فقط عليك بتقوى الله سبحانه وتعالى والمحافظة أنت وزوجتك على الصلوات في أوقاتها فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز : (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزق والعاقبة للتقوى)، كما عليك أن تنوي على أن إن وهبك الله بالبنين والبنات أن تسعى لتعليمهم الدين وأن يكونوا من المحافظين على الصلاة وأبشر بالخير الكثير من الله.