اختلف العلماء في المقصود بالأحرف السبعة على نحو خمسة وثلاثين قولا، لا يتسع المقام لذكرها كلها، إلا أن الإجماع يكاد يحصل على أن المراد بالأحرف السبعة ليس القراءات السبع الواردة في متن الشاطبية، ولا أن كل كلمة تقرأ بسبعة وجوه وأحسن تصويب ورد في هذا الحديث هو أن الأحرف السبعة تعني سبع لغات.
العلماء اصطلحوا بعد ذلك على تقسيم قراءات القرآن إلى سبع قراءات، حتى توهم عوام الناس أن القراءات السبع التي اصطلح عليها العلماء هي بعينها الأحرف السبعة الواردة في الحديث السابق، وهذا خطأ.
قال السيوطي رحمه الله في الإتقان: قال أبو شامة: ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف أهل العلم قاطبة. ا.هـ
وقد تمنى بعض العلماء لو أنها سميت بغير هذا الاسم ليزول هذا اللبس عن العوام.
قال السيوطي في الإتقان: وقال أبو العباس بن عمار: لقد نقل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له، وأشكل الأمر على العامة بإيهامِهِ كلَّ من قلّ نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر، وليته إذا اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة. ا.هـ
وقد اصطلح العلماء كذلك على تقسيم قراءات القرآن إلى عشر قراءات، فأضافوا إلى القراءات السبع ثلاث قراءاتٍ أخرى، كلها متواترة.
قال السيوطي في الإتقان نقلاً عن ولد البغوي في كتابه منع الموانع: القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف متواترة عن رسول الله ﷺ. ا.هـ
ويبقى بيان نقطة أخيرة وهي: الفرق بين القرآن والقراءات؟
وقد بين الفرق بينهما الزركشي في البرهان في علوم القرآن فقال: واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان:
فالقرآن هو: الوحي المنزل على محمد ﷺ للبيان والإعجاز.
والقراءات هي: اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفيتها من: تخفيف، وتثقيل وغيرها. ا.هـ