حرم الإسلام الغش بصفة عامة، ولا يستوي عند الله تعالى من علم ومن لم يعلم، ومن نجح بالغش إلى مرحلة أعلى، عليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه، وعلى من يساعد على الغش أن يكف ويستغفر الله تعالى، لأنه يخون الأمانة التي وكل بها.
يقول الشيخ رياض المسيميري من علماء السعودية:
لا ريب أن الغش حرام، ومن كبائر الذنوب، ومنه الغش في الاختبارات المدرسية، ولكن باب التوبة مفتوح بحمد الله ولا يلزم من فعل ذلك ترك الدراسة بسبب غشه في الثانوية العامة، بل يكثر من الندم والاستغفار، ويبادر إلى الأعمال الصالحة، والواجبات الشرعية، ويتزود منها ما استطاع فإن الحسنات يذهبن السيئات، أما المدرس الذي قام بالتغشيش فلا شك أنه آثم خائن للأمانة، فالواجب مناصحته بلطف ولين، مشافهةً أو مكاتبةً لعل الله أن يهديه ، ويكتب للناصح ثواب توبته، وإنابته.أ.هـ
ويقول فضيلة الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر الشريف:
من المقرر أن الغش في أي شيء حرام، والحديث واضح في ذلك “من غشنا فليس منا” رواه مسلم وهو حكم عام لكل شيء فيه ما يخالف الحقيقة، فالذي يغش ارتكب معصية، والذي يساعده على الغش شريك له في الإثم.
ولا يصح أن تكون صعوبة الامتحان مبررة للغش، فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره، والدين لا يسوي بينهما في المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضي بهذه التسوية، قال تعالى: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) (سورة ص) وبخصوص العلم قال: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (سورة الزمر).
وانتشار الغش في الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل على المجتمع، حيث يسود فيه الباطل وينحسر الحق، ولا يعيش مجتمع بانقلاب الموازين الذي تسند فيه الأمور إلى غير أهلها، وهو ضياع للأمانة، وأحد علامات الساعة كما صح في الحديث الشريف.
والذي تولى عملاً يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به وقد يصدق عليه قول الله تعالى: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم) (آل عمران).
وإذا كان قد أدى عملاً فله أجر عمله كجهد بذله أي عامل، وليس مرتبطًا بقيمة المؤهل، وهو ما يعرف بأجر المثل في الإجارة الفاسدة، وما وراء ذلك فهو حرام.أ.هـ