لا يجوز للمسلم ابتداء قبول العمل في شركات التدخين لحرمة التدخين، التي صارت واضحة في هذا العصر، فهو يفسد به صدور المسلمين.
يقول فضيلة الدكتور نصر فريد واصل: من كان يعمل في هذه الشركات من قبل ، وكان مضطرا للعمل في هذه الأماكن بجواز العمل حتى يجد عملا آخر، أما من لم يعمل فيها أو من كان له عمل آخر فلا يجوز له أن يبقى فيها.
ويقول فضيلته :
العمال والموظفون في شركات التبغ والسجائر والخمور والكحوليات ومن في حكمهم: إذا لم يكن لهم مصدر رزق غير عملهم بهذه الأماكن المذكورة، ولم يستطيعوا أن يغيروا من هذا النشاط فهم معذورون شرعًا، وكانوا في رخصة شرعية استثنائية، وجاز لهم شرعًا الاستمرارُ في عملهم هذا والحصول على مرتباتهم، مع محاولة البحث عن عمل آخر والجد والاجتهاد بقوة في ذلك إلى أن ييسر الله لهم عملاً آخر. وهذه الضرورة تُقدَّر بقدرها ولا يُتوسَّع فيها.
أما إذا كان لهم مصدر رزق آخر، أو كان يمكنهم الحصول على عمل آخر مباح ولم ينتقلوا إليه فإن عملهم في هذه الأماكن يكون محرمًا شرعًا، وراتبهم الذي يحصلون عليه يكون من حرام، والمسلم مطالَب بأن يكون كسبه حلالاً ومطعمه حلالاً ومشربه حلالاً. أهـ
و على هذا فقد أجاز بعض العلماء العمل في مثل هذه الأماكن بشروط من أهمها: أن لا يجد عملاً في غيرها، وأن يكون هذا العمل للضرورة الشديدة ، ثم يخرج بعد ذلك مع وجود أي فرصة مناسبة.
و بهذا نرى أنه من الأحوط أن البحث عن عمل آخر ، قال الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) المائدة/ 9 .
فمن الأفضل أن يقوم المسلم بالبحث عن عمل آخر ، وقد قال ﷺ : ( إنك لن تترك شيئاً إتقاء الله عز وجل إلا آتاك الله خيراً منه ) رواه أحمد
وقال عز وجل قبل ذلك : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) . .