يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم من علماء الأزهر ـ رحمه الله ـ
جزى الله خيرا كل إمرأة صابرة على تربية أولادها بعد فقدان زوجها وعلى حرصها على كفالة الأيتام. واستعدادها التام على تقديم رعايتهم وتربيتهم وتنشئتهم على متطلبات سنها وحيويتها وتطلعاتها عواطفها ومشاعرها وأحاسيسها، وأسوق لها البشرى ولمثيلاتها من النسوة الكريمات الصابرات على حدثان الزمان وتصرفات الأقدار.
يقول رسول الله ﷺ: “حرم الله على كل آدمي الجنة قبلي غير أني أنظر عن يميني فإذا امرأة تبادرني إلى باب الجنة فأقول: ما لهذه تبادرني، فيقال لي: يا محمد، هذه امرأة كانت حسناء جميلة، وكان عندها يتامى لها فصبرت عليهن حتى بلغ أمرهن الذي بلغ فشكر الله لها ذلك” ذكره الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فأنت عن يمين سيد الخلق ﷺ حين دخوله الجنان، إن صبرت على يتاماك حتى يبلغ كل منهم شأوه في الحياة مع تمسكك بمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، وليس هذا فحسب بل هناك شأن رفيع آخر، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “أنا وامرأة سفعاء الخدين (أي تغير لون خديها من حبسها نفسها على خدمة أولادها –كهاتين في الجنة- أي كالإصبع الوسطى والسبابة جوار بعضهما –امرأة آمت من زوجها- أي مات وتركها – وحبست نفسها على بناتك حتى ثابوا أو ماتوا” رواه أبو داود.
فوصيتنا لك أيتها المراة المسلمة أن تحتسبي أمرك عند الله ، وتشتغلي بتربية أبنائك وتنشئتهم النشأة الحسنة ، ولك من الله سبحانه على كل ساعة تقضينها في سبيل ذلك الثواب الجزيل.