هناك رأيان للعلماء في ذلك:
رأي يقول: إنّها لآخر أزواجها، ودليله أن هجيمة بنت حُيي الأوصابيّة أم الدرداء الصغرى خطبها معاوية بن أبي سفيان، فأبت وقالت: سمعت أبا الدّرداء يقول: قال رسول الله ـ ﷺ ـ ” المرأة لآخِرِ أزواجِها ” ولست أريد بأبى الدرداء بديلاً، وهو حديث صحيح رواه الطبراني وأبو يعلي برجال ثقات ولفظه: ” أيما امرأة توفى عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها” “المطالب العالية لابن حجر ج2 ص67، والجامع الصغير “. وكما فعلت أم الدرداء فعلت زوجة حذيفة” تفسير القرطبي سورة الأحزاب ص229″.
ورأي يقول: إنّها ستكون لأحسنهم خلقًا، وإن خيرت بينهم اختارته، واستأنس هذا الرأي بحديث رواه الطبراني في معجمه الكبير، عن أنس قال : قالتْ أمُّ حبيبة لرسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ :” أرأيت المرأة يكون لها زوجان في الدُّنيا فتموت ويموتان ويدخلون الجنة، لأيِّهما تكون؟ قال:” لأحسنهما خُلُقًا كان عندها في الدنيا، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخيري الدُّنيا والآخرة” (إحياء علوم الدين ج3 ص45).
فلنترك الأمر إلى الله، فهو من المغيَّبات التي لا نلتزم في اعتقادها إلا بخبر قاطع في ثبوته ودلالته، ولعل القول بأنها تكون لأحسنهم خلقًا أنسب لما تكون عليه الجنّة من نعيم عظيم لا غلّ فيه ولا همّ ولا حزن.