الردة من أخطر الأمور التي تهدم عقيدة الإنسان ،فتحوله من عبد مسلم موحد بالله،إلى إنسان خارج عن عقيدة التوحيد ،وملة الإسلام،وهناك بعض الأمور التي إذا فعلها الإنسان كان مرتدًا عن الإسلام ،إلا أن يتوب ويصدق التوبة مع الله تعالى.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي-رحمه الله تعالى- أستاذ الشريعة بسوريا :
الردة هي أفحش الكفر وأغلظه حكمًا، ومحبطة للعمل، إن اتصلت بالموت عند الشافعية، وبنفس الردة عند الحنفية، قال الله تعالى : ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر، فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [البقرة: 2/217].
وهي شرعًا: الرجوع عن دين الإسلام إلى الكفر، سواء بالنية أو بالفعل المنكر أو بالقول، وسواء قاله استهزاء أو عنادًا أو اعتقادًا.
وعلى هذا فالمرتد: هو الراجع عن دين الإسلام إلى الكفر، مثل من أنكر وجود الصانع الخالق، أو نفي الرسل، أو كذب رسولاً، أو حلل حرامًا بالإجماع كالزنى واللواط وشرب الخمر والظلم، أو حرم حلالاً بالإجماع كالبيع وكالنكاح، أو نفي وجوب مجمع عليه، كأنه نفى ركعة من الصلوات الخمس المفروضة، أو اعتقد وجوب ما ليس بواجب بالإجماع، كزيادة ركعة من الصلوات المفروضة، أو وجوب صوم شيء من شوال، أو عزم على الكفر غدًا، أو تردد فيه.
ومثال الفعل المكفر: إلقاء مصحف أو كتاب حديث نبوي على قاذورة، وسجود لصنم أو شمس.
للردة أسباب ثلاث كبرى وهي:
-إنكار حكم مجمع عليه في الإسلام، كإنكار وجوب الصلاة والصوم والزكاة والحج.
-وإنكار تحريم الخمر والربا وكون القرآن كلام الله.
-فعل بعض أفعال الكفار:
-كإلقاء مصحف في قاذورة متعمدًا، وكذلك إلقاء كتب التفسير والحديث، وكالسجود لصنم وممارسة بعض عبادات الكفار أو خصائصهم في اللباس والشراب.
-التحلل من الإسلام بسب الإله أو سب النبي أو سب الدين مع القصد، أو استباحة تعري المرأة ومنع الحجاب ،ونحو ذلك.انتهى
وليحذر المسلم أن يتهم أخاه المسلم بكفر أوردة حتى يثبت عنه ذلك،فإن ثبت عنه ذلك دعاه إلى التوبة إلى الله تعالى.