التنبؤ بالمستقبل نوع من الغيب، ولا يعلم الغيب إلاّ الله تعالى، ومهما كانت وسيلة معرفة الغيب من سحر، أو ودع أو ضرب بالرمل أو غيرها، فإن التنبؤ من خلالها بالغيب لا يجوز، وكذلك لا يجوز تصديق من يقول ذلك، لأنه لا يعلم الغيب إلاّ الله.
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي رحمه الله:
شاعتْ بين المسلمين بِدَعٌ كثيرة شائنة وأوهام سخيفة عديدة، منها قراءة الكفِّ، وقراءة الفنْجان، وقراءة الأثَر، وقراءة البَخْت والحظِّ، واستنْباء الرمْل والودَع، وغير ذلك من الأمور التي تدل على العقلية الساذَجة من جهة المُعتقدين بهذه الأوهام، والمَكْر والخداع من جهة المُستغلين والمُحتالين، مما لا يُقرُّه دينٌ ولا عقل، فالغيب أمر مُحجب استأثره الله بعلمه، قال تعالى: (ومَا كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ علَى الغَيْبِ)، (آل عمران: 179)، وقوله في سورة هود: (وللهِ غَيْبُ السَّمواتِ والأرضِ وإليهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وتَوَكَّلْ عليهِ ومَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ). (الآية: 123) وقوله في سورة النمل: (قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ والأرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللهُ ومَا يَشْعُرُونَ أيَّانَ يُبْعَثُونَ). (الآية: 65).
وادِّعاء علْم المستقبل عن طريق التنجيم أو التنبؤ بالمستقبل أو غيره من الوسائل أمر يحرمه الإسلام، وهو من أعمال الكهانة التي نهَى الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ عنها، فقد روتْ السيدة عائشة أنها قالت: “سألَ رسولَ الله ـ ﷺ ـ ناسٌ عن الكُهَّان، فقال: ليسُوا بشيء. وعن الرسول أنه قال: “مَنِ اقتبسَ علْمًا مِن النجوم اقتبسَ شُعْبةً مِنَ السِّحْر”. والسحر حرام، وقال ـ أيضًا ـ: ” مَن أتَى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقه بما يقول فقد كفَرَ بما أُنْزِلَ على محمد “.أ.هـ