يتداول الكثير من الناس أن التبكير بالحمل بالأنثى وأن يكون الحمل الأول للمرأة بأنثى فيه فضل كبير وخير كثير وينسبون ذلك للسنة ولم نجد في السنة أصلا لهذا، فلم يرد عن رسول الله -ﷺ- حديثا بهذا المعنى.
ولو تتبعنا سنة رسول الله -ﷺ- لرأينا أنه يضفي صفة الخيرية على أفعال تقبل المنافسة حتى يسارع الناس إلى الخيرات فمن ذلك : “خيركم خيركم لأهله. ومثل : “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”. فمثل هذه الأعمال للكسب البشري دخل كبير فيها، أما الأشياء القدرية فلا مجال للتنافس فيها، وإنما الصبر على ما كان ابتلاء فيها، والشكر على ما كان خيرا فيها.
ولكن الذي صح عن النبي -ﷺ- بهذا الصدد قوله : “مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ”.
وسَمَّاهُ اِبْتِلَاء لِأَنَّ النَّاس يَكْرَهُونَهُنَّ فِي الْعَادَة وَقَالَ اللَّه تَعَالَى : (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدهمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهه مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيم).