استعاذ رسول الله ـ ﷺ ـ من الدَّين مثلما استعاذ من الكفر إيذانا بأنهما في درجة واحدة من الإثم الشديد، والجرم العظيم ـ أي في حق من أخذ أموال الناس يريد أكلها ـ ، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ ﷺ ـ يقول: أعوذ بالله من الكفر والدَّين، فقال رجل: يا رسول الله أتعدل الكفر بالدَّين، قال: نعم” رواه الحاكم، وقال صحيح الإسناد.
وإنه لقيد في عنق المدين يسلبه حريته، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله ـ ﷺ ـ وهو يوصي رجلا ويقول له : ” أقِلَّ من الذنوب يهن عليك الموت، وأقلَّ من الدَّين تعش حرا ” رواه البيهقي.
ومن هنا فما تنبغي الاستدانة إلا لمن اضطر إليها اضطرارا، وألجئ إليها إلجاءً ، وأن يعزم العزم الأكيد على الأداء والوفاء، فإن رسول الله ـ ﷺ ـ قال: “من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها، أتلفه الله” رواه البخاري.
وقال رسول الله ـ ﷺ ـ قال: “ما من أحد يدان دينا يعلم الله أنه يريد قضاءه إلا أداه الله عنه في الدنيا” رواه ابن حبان في صحيحه.
وليكثر المسلم من الدعاء بما ورد: ” اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك” رواه الترمذي، وقال حسن صحيح. فإنه إن فعل ذلك، ومات قبل أن يسدد ديونك، أرضى الله غرماءه، وغفر له، لصدق نيته، وعدم تقصيره متعمدة، وخوفه من جلال الله سبحانه وتعالى.