أوجب الله تعالى الحج على المستطيع فقال: {ولله على الناس حج البيت من استطاع ‏إليه سبيلا} [آل عمران: 97]، والاستطاعة المالية أن يجد الإنسان وسيلة صالحة لمثله، تبلغه الحج بعد ‏قضاء الواجبات، والنفقات الشرعية، والحوائج الأصلية. ويدخل في قضاء الواجبات سداد ‏ما على الإنسان من ديون، مثل فواتير شركة الاتصال، وإيجار البيت، وغير ذلك.‏ ولا يجوز تأخير قضاء الدين لمن وجد ما يقضي به.‏

فمن كان عنده مال إن قضى به الدين، لم يتمكن من الحج، وإن حج لم يقض ‏دينه فهذا ليس بقادر.‏

وإن أراد الحج -مع ذلك- لزمه إعلام الدائنين واستئذانهم، فإن لم يفعل صح حجه مع إثمه في تأخير سداد دينه.

وإن كان ما عنده من المال يفي بقضاء الدين ونفقة الحج فالحج واجب عليه، وسداد ‏الدين واجب كذلك.‏

هذا في الديون الحالة، أما الديون المؤجلة التي لم يحن وقتها فقضاؤها ليس واجباً قبل ذلك،‏ ولا حرج في الحج مع وجودها، ويجوز للإنسان أن يقترض ليحج، ويرجى له الإعانة من ‏الله تعالى.