الإسرائيليات منسوبة إلى بني إسرائيل، وأغلبهم من اليهود ، ويقصد بها عند أهل التفسير الأخبار التي وردت عن اليهود ، ومعظمها مرويٌّ بلا تمحيص أو تدقيق ، وقد حذَّر العلماء منها ؛ لأنها مملؤة بالغرائب والأكاذيب .
يقول الشيخ أحمد الشرباصي ـ رحمه الله ـ من علماء الأزهر :
الإسرائيليات” كلمة فيها نِسْبة إلى “إسرائيل” وهو اسم نبي الله يعقوب، ولكنَّ هذه الكلمة تُطلق على مجموعة القصص والأخبار التي لا يُوثق بها ولا يعتمد عليها؛ لأنها جاءت عن طريق اليهود الذين يُحرفون الكلِم عن مواضعه، ويَفتَرون على الله الكذب وهم يعلمون، وبعض هذه الأخبار تحتمل الصدق والكذب، وليس هناك دليل قاطع للجزم بكذبها، ولذلك نتوقف أمامها اهتداءً بقول الرسول ـ ﷺ ـ: “إذا حدَّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم.
وقد اندسَّت هذه الإسرائيليات في كتب التفسير عن طريق أهل الكتاب وأغلبهم من اليهود، وبعضها دخل عن طريق بعض الذين أسلموا وتوسعوا في حكاية القصص والأخبار بلا تمحيص ولا تدقيق، من أمثال كعب الأحبار ووهب بن منبه وغيرهما. وقد روى بعض علماء الصحابة عن أهل الكتاب بحُسن نيَّةٍ، ولكن الأمر اتَّسع فدخل في الروايات المنقولة كثير من الكذب والافتراء والتحريف.
وقد قال الإمام محمد عبده في التفسير: “يجب الاحتراس في قصص بني إسرائيل وغيرهم من الأنبياء، وعدم الثقة بما زاد على القرآن من أقوال المؤرخين والمفسرين، فالمشتغلون بتحرير التاريخ والعلم اليوم يقولون معنا إنه لا يُوثق بشيء من تاريخ تلك الأزمنة التي يُسمونها أزمنة الظلمات، إلا بعد التحرِّي والبحث واستخراج الآثار، فنحن نَعْذر المفسرين الذين حَشَوا كتب التفسير بالقصص التي لا يُوثق بها لحسن قصدهم، ولكننا لا نُعوِّل على ذلك، بل ننهى عنه، ونقف عند نصوص القرآن لا نتعدَّاها، وإنما نوضحها بما يُوافقها إذا صحَّت روايته.
ويمكن أن نعرف الإسرائيليات بعدة أمور، منها أن تُخالف نصًّا من نصوص القرآن الكريم، أو تخالف أصلاً من أصول الإسلام، أو مبدأً من مبادئه، ومنها أن تُخالف حديثًا صحيحًا ثابتَ الرواية عن رسول الله ـ ﷺ ـ ومنها أن يَنُصَّ السلف من الأئمة على أنها من الإسرائيليات.
وقد أخذ علماء المسلمين في العصر الأخير يَدْرُسون هذه الإسرائيليات بدقة وعناية، ويُنبِّهون على ما فيها من دَسٍّ وتحريف وتخريف، وقد ظهر أكثر من تفسير يبتعد عن ذكر هذه الإسرائيليات، وما ظهر كذبُهُ منها بوجهٍ خاصٍّ .