هذه مسألة اختلف فيها العلماء ، هل يجوز أن يأخذ الإنسان الأجر على القربات والطاعات كالعلم وقراءة القرآن ؟
أجازها بعض الفقهاء ومنعها بعضهم الآخر ، ثم انتهى المتأخرون من الفقهاء إلى إجازة الأجر حتى لا تتعطل مثل هذه الأمور ، فأجازوا أن يأخذ المرء أجراً على الأذان وإمامة الصلاة وخطبة الجمعة وهكذا ، لأنهم وجدوا أنهم إن انتظروا متطوعاً ربما تتعطل الشعائر ، فربما لا يرفع الأذان ، وربما لا يأتي من يحسن الإمامة ، وربما لا يأتي من يستطيع الخطابة فأجازوها خصوصاً إذا تفرغ لهذا الأمر .
وتوقفوا عند تلاوة القرآن لأن لها وضعاً خاصاً ، على أساس أن الناس يحتاجون إلى أن يرفع الأذان ، وإمامة الصلاة والخطابة والدروس وما شابه ، وتلاوة القرآن عبادة فردية ولذلك يتحرج بعض الناس من مثل هذا ، وكثير من القراء الورعين ما كانوا يحبون أن يسموا هذا أجراً يتم الاتفاق عليه مسبقاً فيتركونها لتقدير الإنسان وقدرته المالية ، وأنا لا أستريح لأن يتحول الأمر إلى ما يشبه “المقاولة” كما يحدث في بعض البلدان وأجد فيه نوعاً من الكراهة مما لا يليق بالقرآن الكريم ، وقد جاء في بعض الأحاديث النهي عن السؤال بالقرآن أو التآكل به .