معالجة الثمار بالهرمونات لتعجيل نضجها:
أقوال العلماء في استخدام الهرمونات لزيادة المحاصيل الزراعية:
فعلى المزارعين وغيرهم من المسلمين أن يتقوا الله، وأن يكونوا متعاونين على البر والتقوى مبتعدين عن أسباب الإثم والعدوان ، متطلبين الكسب الحلال والرزق المستطاب ، مجتنبين الكسب الحرام وألا يغتروا بزهرة الحياة الدنيا وجمع المال من أي طريق حلال أو حرام ، فحلالٌ قليلٌ خيرٌ من حرام كثير ، وعلى المسلمين تبليغ المسئولين عمن يفعل ذلك للأخذ على يده ؛ لأن هذا من المنكر الذي يجب إنكاره ، وعلى المسلمين التواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النصيحة لإخوانهم” انتهى من فتاوى اللجنة الدائمة.
ويقول الدكتور عبد الفتاح إدريس الأستاذ بجامعة الأزهر:-
بسبب سيطرة المادة على حياة الناس، والرغبة في الثراء السريع، وضعف الوازع الدينيّ أو انعدامه في نفوس الكثيرين ـ يَعمِد البعض إلى التأثير في الأطعمة التي تفتقر إلى وقتٍ تَنضَج فيه قد يمتد إلى بضعة أشهر، بما يسارع في نضجها أو إظهارها بمظهر الناضج؛ كوضع المواد الكيميائية على الشجر المثمر ليظهر ثمره وقد اكتسى بلون الثمار الناضجة، قبل أن يصل إلى أوان نضجه. أو وضع الهرمونات على ثمار الأشجار ليزداد حجمها. أو إضافة بعض المواد الكيميائية إلى عليقة الحيوانات والطيور لتسرع في نموها وتزيد من حجمها وإنتاجها.
وكل هذا يُعَدّ غشًّا في المبيع من هذه الأشياء، وذلك لاختلاف مذاق هذه الثمار والزروع والحيوانات والطيور عن مثيلتها التي لم تُعالَج بهذه المواد الكيميائية، واختلاف قيمتها الغذائية كذلك عنها. والغش محرم كما أن هذا يُعَدّ عيبًا في المَبِيع تُرَدّ به السلعة إلى صاحبها، إن لم يكن المشتري عالمًا وقت البيع بحقيقة المَبِيع وكيفية نمائه ونضجه، لأن رضاه في هذه الحالة شابَهَ عيبٌ من عيوب الإرادة، فيثبت له خيار الرد بالعيب فيه، كما جاز له ذلك في الدابة المُصَرّاة “التي أوهم البائعُ المشتريَ أنها كثيرة اللبن؛ بحبس اللبن في ضَرعها عدة أيام لتبدوَ للناظر أنها كثيرة اللبن، وليست كذلك في الواقع” حيث أثبت رسول الله ـ ﷺ ـ لمشتريها الخيارَ بين ردِّها أو إمساكِها بعد احتلاب لبنها، باعتبار التَّصْرِيَةَ تدليسًا وغشًّا أوقعه البائع بالمشتري.
ومشتري الثمار والزروع والحيوانات والطيور، التي تم التأثير عليها لتَنضَج أو تظهر بمظهر الناضج منه، قد وقع في مثل هذا الغش والتدليس؛ لأنه لو علم قبل الشراء أن زيادة حجم المَبِيع أو تلوُّنه بلون الناضج من الثمار ليس طبيعيًّا، وإنما بتأثير مواد كيميائية، ما أقدم على شرائه، ومن ثَمَّ فإن له الخيارَ بين ردِّ هذه السلعة إن سَخِطَها بعد أن يُثبِت له عيبَها، وبين إمساكها إن رَضيَ بها وبها هذا العيبُ.