يجب على المرأة أن تبر والديها قبل الزواج وبعده، وما تحصلت عليه الزوجة من مال فهو لها تتصرف فيه كيف شاءت، فيجوز لها أن تمنح أهلها ما شاءت على أن تراعي جانب الزوج، فإن كان الزوج مما يقبل هذا الوضع وكان من أهل المروءة فبها ونعمت فلا بأس للزوجة أن تخبر زوجها فربما يساعدها من ماله.
أما إذا كان الزوج ضيق الخلق، فيمكنها أن تتصدق على أهلها ولا تعلمه ما دامت تنفق من مالها، وعلى الزوجة أن تتعامل في هذه القضية بحنكة وحكمة حتى ترضي أهلها ولا تغضب زوجها، ولا تُعدم المرأة حيلة في هذا.
يقول الأستاذ الدكتور عطية عبد الموجود لاشين :
بالنسبة لموقف المرأة من مرتبها أو من مالها الذي أتاها من أي مصدر شرعي حلال، فإن لها الحرية الكاملة في أن تتصرف فيه كيف شاءت، وأنى شاءت؛ لأن الإسلام جعل لها ذمة مالية مستقلة عن ذمة الرجل، ولها كامل الحرية في هذا الأمر، هذا شرع الله.
إلا أننا نقول: استدامةً للحياة الزوجية وإبقاءً على المودة والعشرة بالمعروف بينها وبين زوجها، يُستحسن أن تعلمه بهذا الأمر، تطييبًا لخاطره، وإرضاءً لنفسه، وإشعارًا منها بأنه رجلها الذي لا تبرم أمرًا إلا بمعرفته وبناءً على مشورته؛ فإذا ما فعلت ذلك، وبارك هذا التصرف فبها ونعمت، وإلا فعلته ولا حرج، وحين تفعله لا تجاهر بهذا الأمر؛ لكي لا تستعدي الزوج عليها.
وأن الزوج لا يحل له أن يأكل شيئًا من مالها إلا إذا طابت به نفسها، لقول الله عز وجل: “فإن طبن لكم عن شيء منه نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا”، ولقوله عز وجل: “ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن”.