إن حفظ القرآن نعمة من الله سبحانه يمتن بها على من يشاء من عباده فمن منَّ الله عليه بهذه النعمة عليه أن يؤدي شكرها، وشكرها أن يتخلق بأخلاق القرآن وأن يتأدب بآدابه، وأن يداوم على تلاوة القرآن وأن يتعاهده حتى لا يتفلت منه، وإن نسيه فلا حرج عليه إن شاء الله ولكن عليه ألا يحرم نفسه من هذا الخير العظيم فمنزلة المرء في الجنة عند آخر آية يحفظها كما ورد عن رسول الله ﷺ.
أهمية حفظ القرآن الكريم
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله-:
المشروع لك أيها المسلم أن تجتهد في حفظ ما تيسر من كتاب الله ، وأن تقرأ على بعض الإخوة الطيبين في المدارس أو في المساجد أو في البيت ، وتحرص على ذلك ، حتى يصححوا لك قراءتك ، لقول النبي :خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه البخاري رحمه الله في صحيحه ، فخيار الناس هم أهل القرآن الذين تعلموه وعلموه الناس ، وعملوا به .
ولقول النبي لبعض أصحابه : أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم فقالوا : يا رسول الله : كلنا يحب ذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام : “لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل” أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
وهذا يبين لنا فضل تعلم القرآن الكريم ، فأنت عليك بتعلم القرآن على الإخوان المعروفين بإجادة قراءة القرآن حتى تستفيد وتقرأ قراءة صحيحة .
هل يأثم من حفظ القرآن ونسيه
أما ما يعرض لمن حفظ القرآن من النسيان فلا حرج عليه في ذلك ، فكل إنسان ينسى ، كما قال عليه الصلاة والسلام : “إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون” وسمع مرة قارئا يقرأ فقال : “رحم الله فلان لقد أذكرني آية كذا كنت أسقطتها أي أنسيتها” ، والمقصود أن الإنسان قد ينسى بعض الآيات ثم يذكر ، أو يذكره غيره ، والأفضل أن يقول ( نسيت ) بضم النون وتشديد السين ، أو : أنسيت ، لما ورد أنه قال : لا يقولن أحدكم نسيت آية كذا بل هو نسي يعني أنساه الشيطان ، أما حديث : “من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم” فهو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يثبت عن النبي ، والنسيان ليس باختيار الإنسان وليس في طوقه السلامة منه ، والمقصود أن المشروع حفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل ، وتعاهد ذلك ، وقراءته على من يجيد القراءة حتى يصحح الأخطاء.