حديث حذيفة ” لعن رسول الله ﷺ من جلس وسط الحلقة “.
هذا الحديث ذكر الترمذي أنه حسن صحيح، كما صححه الحاكم، وجعله من الأحاديث المستدركة على الصحيحين، وقد اجتهد العلماء – على فرض صحته- في تأويله فصرفوه عن ظاهره، فمنهم من أوله بأن المقصود رجل معين من المنافقين كان النبي ﷺ يقصده، ومنهم من حمل اللعن على الذم فقط.
ولكن الراجح أن بالحديث علة توجب ضعفه ، فالحديث منقطع لا تصح نسبته إلى رسول الله ﷺ.
يقول الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان – من علماء المملكة العربية السعودية-:-
هذا الحديث رواه أبو داود في سننه ( 4826 ) حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبان حدثنا قتادة حدثني أبو مجلز عن حذيفة أن رسول الله ﷺ لعن من جلس وسط الحلقة) .
ورواه أحمد ( 5 / 384 ) والترمذي ( 2753 ) والحاكم ( 4 / 281 ) مـن طريق شعبة عن قتادة نحوه .
وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وصححه الحاكم وفيه نظر .
فالحديث رواته ثقات غير أنَّ أبا مجلز لا حق بن حميد لم يسمع من حذيفة قاله يحيى بن معين.
وقال الإمام أحمد رحمـه الله حدثنا حجاج بن محمد قال قـال شعبـة لـم يـدرك أبـو مجلز حذيفـة ( العلل رقم 788 ) .
فأصبح الحديث ضعيفاً، وهو ليس على ظاهره اتفاقاً .
وقد تأوله قوم على الرجل السفيه الذي يقيم نفسه مقام السخرية ليكون ضحكة بين الناس .
وتأولـه آخرون على من يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها ولا يقعد حيث انتهى به المجلس فلعن للأذى .
وتأولته طائفة ثالثة بتأويل آخر .
ولا يصح من هذه التأويلات شيء، وقد علمتَ أن الحديث معلول فلا يؤخذ منه حكم.