تقول الأستاذة الدكتورة سعاد صالح ،أستاذة ورئيس قسم الفقه بكلية الدارسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر:
هذه المسائل من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله، ولا يجوز الاجتهاد فيها، وإنما يفوض أمرها إلى الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى: ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ).
أما تفسير قوله تعالى: ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين) ، فالقرين هنا الشيطان الذي يوسوس للناس، ويزين لهم شرور أعمالهم، وذلك عند لحظة الضعف البشرية حينما يقبل الإنسان على الدنيا وشهواتها وينسى ذكر الرحمن، وهذا ما حدث لسيدنا آدم عليه السلام حينما كان في الجنة وسوس إليه الشيطان كي يأكل من شجرة الخلد حتى إذا أكلا منها بدت لهما سوءاتهما، كما ذكر القرآن الكريم في قوله: ( فعصى آدم ربه فغوى )، وقوله تعالى: ( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ، فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما ).
وعلى الإنسان أن يجاهد نفسه دائمًا بذكر الله، ويعلم أن الله سبحانه وتعالى قريب من عباده كحبل الوريد حيث يقول عز وجل: ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ).
وعليه أن لا يخاف إلا من الله تعالى ، وليتذكر لحظة الندم والحسرة حينما يفرط في جنب الله حيث يقول سبحانه وتعالى: ( أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرط في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين، أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين ، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ، بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين )، وفي آية أخرى يقول الله تعالى: ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان عدوًا مبينًا ).
فلا ينبغي الخوف من المكان الذي حدث فيه قتل ، بظن أن هناك روح أو شيطان في هذا المكان.