من وصلت له الدعوة الإسلامية، وعلم أن الرسول مرسل من قبل الله تعالى، ثم عاند وكفر فهو من أهل النار، أما من لم تصله الدعوة الإسلامية، ومات على دين غير الإسلام، فهذا يمتحنه الله يوم القيامة، وتقدير هذا لله سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
يقول الشيخ حامد العلي :
من مات من الكفّار ، ولم تصله الدعوة الإسلامية يمتحنهم الله في الآخرة ، ولا يدخلون النار إلاّ بعد الامتحان ، قال تعالى : ( وَمَا كُنَا مُعَذِّبِينَ حَتىّ نَبْعَثَ رَسُوُلاً ) .
كما ورد في السنة ، قال ﷺ : ( أن أربعة يوم القيامة يدلون بحجة : رجل أصم لا يسمع ، ورجل أحمق ، ورجل هرم ، ومن مات في الفترة ، فأما الأصم فيقول : يارب جاء الإسلام وما أسمع شيئا . وأما الأحمق فيقول : جاء الإسلام والصبيان يقذفونني بالبعر ، وأما الهرم فيقول : لقد جاء الإسلام وما أعقل ، وأما الذي مات على الفترة فيقول : يا رب ما أتاني رسولك ، فيأخذ مواثيقهم ليطعنّه ، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار ، قال : فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ـ وفي رواية قال في آخره ـ فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن لم يدخلها يسحب إليها ) وهو في مسند أحمد ، والأحاديث المختارة ، وصحيح ابن حبان.
والإسلام يتعايش مع النصرانيةّ واليهوديّة ، ومع غيرهما ، كماقال تعالى( لا إكرَاهَ فيِ الدّيِنْ ) ولكـن لايعترف بالنصرانيّة ، واليهوديّة أنهما حقّ، أو وجه من الحقّ! بل يصرّح القرآن بأنهما دينان محرفان ، ليسا همـا الآن على ما كان عليه دين عيسى وموسى عليهما السـلام ، والتحريف دخل على العقيدة أيضا ، فهما دينان قائمان على الكفر والشرك إضافة إلى تحريف الشريعــة الموسوية ، والعيسوية المكملة للشريعة الموسوية .
والإسلام يجعل كلّ من يكذّب محمدا ﷺ في أنه خاتم الرسل ، وشريعته ناسخة لكلّ الشرائع السابقة ، كل من يكذّب بهذا ، فهو كافر ولاينفعه تصديقه بنبيّه، لأنّ المكذّب بنبيِّ واحد ، كالمكذّب بجميـع الأنبياء، ولهذا فمن شروط صحة الإسلام : إعتقاد بطلان كلّ دين سواه ، ولهذا قال العلماء : إنّ من يصحّح أيَّ دين آخر سوى الإسلام ، فهـو كافـر ، على ذلك الدلائل القطعية ، والإجماع المتيقن ، ومخالفه مرتـد بإتفاق.