بسم الله الرحمن الرحيم، آية من القرآن الكريم باتفاق العلماء، وهي آية من سورة النمل (إنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وإنَّهُ بِسْمِ الِله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) أمّا كوْنها آية من كل سورة ومن الفاتحة بالذات ففيه خلاف بين الفقهاء، بعضهم جَعلها فاصلة بين كل سورتين، وبعضهم جعلها آية من كل سورة، وعلى هذا لو لم يَقرأْها المُصلِّي مع الفاتحة هل تَصِحُّ صلاته أو لا تَصِحُّ؟
هناك ثلاثة مذاهب مشهورة في هذه مسألة قراءة البسملة في الصلاة:
المذهب الأول أنها آية من الفاتحة ومن كل سورة، فقراءتها واجبة في الفاتحة، وحكمها حكم الفاتحة في السر والجهر، وأقوى دليل لهذا المذهب حديث نُعَيم قال: صلَّيتُ وراء أبي هريرة فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن ـ أي الفاتحة ـ، وجاء في آخر الحديث قوله: “والذي نفسي بيده إني لأَشْبَهُكم صلاة برسول الله ـ ﷺ” رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان، وقال الحافظ ابن حجر: هو أصحُّ حديث وَرَدَ في البسملة.
المذهب الثاني أنها آية مستقلة نَزلت للتبرُّك والفَصْل بين السور، وقراءتها في الفاتحة جائزة بل مستحبة، لكنها غير واجبة وتَصِح الصلاة بدونها، وهذا المذهب يقول: لا يجهر بالبسملة، ولكنْ تُقال سرًّا.
والدليل عليه قول أنس: صلَّيْتُ خلف الرسول وأبي بكر وعمر وعثمان وكانوا لا يَجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم ، رواه النسائي وابن حبان بإسناد على شرط الشيخين.
والمذهب الثالث أنها ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها، وتَصِح الصلاة بدونها، وقراءتها مكروهة في الفرض دون النافلة، وليس لهذا المذهب دليل قوي.
ويمكن أن يقال: إن النبي ـ ﷺ ـ كان يَجهَر بها أحيانًا وأحيانًا كان يُسِرُّ بقراءتها، وما دام الأمر خلافيًّا فلا يجوز التعصب لرأي من الآراء، ونرَى أن الإتيان بها يَنفَع ولا يَضُر، وأن عدم الإتيان بها لا يفسد الصلاة.