دم الحيض هو الدم الأسود القاني فقط ، المعروف بغلظه وسواده ونتن رائحته ، وما عدا هذا من إفرازات بنية أو ترابية أو صفراء أو غيرها فليست حيضا ، ولكنها نزيف على ما رجحه الإمام الشوكاني ، واختاره الشيخ القرضاوي .
وعلى هذا نقول للمرأة الثانية : ” عليك أن تصلي وتصومي مع وجود هذه الإفرازات غير أنه عليك أن تتوضئي عند كل أذان جديد، وما تصومينه في وجود هذه الإفرازات لا يجب قضاؤه بعد ذلك . ”
ونقول للمرأة الأولى ومن يشبهها: “إذا كنت أصبحت لا تقدرين على التفرقة بين الحيض والنزيف بسبب تواصل الدم بلا انقطاع، فاعلمي أنه إذا كان للمرأة عادة معينة في الدورة الشهرية تعرفها بأن كان الدم يأتيها أياما معينة ، ثم اختلفت هذه العادة وتغيرت وصارت لا تفرق بين الحيض وغيره بأن أصبح الدم يأتيها بلا انقطاع فالواجب على المرأة في هذه الحالة أن تعتبر نفسها حائضا نفس المدة التي كانت تأتيها من قبل فلا تصوم ولا تصلي ولا يأتيها زوجها ، وما زاد على ذلك لا تلتفت إليه ولكن تعتبر نفسها طاهرة فتصلي وتصوم ويأتيها زوجها .
أما المرأة التي لم تكن لها عادة ثابتة ، أو كانت لها عادة ثم نسيتها ، فإذا كانت تعرف دم الحيض بغلظه وسواد لونه، ونتن رائحته فلتعتبر نفسها حائضا طوال المدة التي يأتي الدم فيها بهذه الصفات ، أما إذا لم تكن المرأة من هؤلاء جميعا فلتعمل بعادة النساء القريبة منها فإن كانت عادة النساء ستة أيام اعتبرت نفسها حائضا ستة أيام ، وما زاد على ذلك لا تلتفت إليه .