قراءة الكف من أنواع الدجل والشعوذة التي نهى الله تعالى عنها، ويلزم المسلم أن يحذر منها ويحذرها، وإذا صح أن الشخص الذي يدعي معرفة الغيب عن طريق الدجل والشعوذة وقراءة الكف كافر -وهو صحيح- فإن فاعل ذلك للتسلية لا يقل عن أن يكون آثماً إثماً مبيناً، لكونه تشبه بمن أمر بالبعد منهم، ولأنه يلبس على المسلمين أمرهم، ولأنه قد يفضي فعله ذلك إلى استحسان بعض الحاضرين له فيسعون إلى تعلمه… وغير ذلك. فننصح كل مسلم أن يجتنب قراءة هذه الكتب لا جادا ولا مازحا..
هل يجوز الذهاب للكاهن
الذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه ، فهذا محرم ،وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يوما ، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي ، ﷺ ، قال: “من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوما أو أربعين ليلة” .
الثاني : أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به ، فهذا كفر بالله عز وجل ، لأنه صدقه في دعوى علمه بالغيب ، وتصديق البشر في دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله تعالى: ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ) ـ النمل : 65 . ولهذا جاء في الحديث الصحيح : “من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما نزل على محمد ﷺ “.
الثالث : أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس ، وأنها كهانة وتمويه وتضليل ، فهذا لا بأس به ، ودليل ذلك أن النبي ، ﷺ ، أتاه ابن صياد ، فأضمر له النبي ، ﷺ ، شيئا في نفسه فسأله النبي ، ﷺ ، ماذا خبأ له ؟ فقال : الدخ يريد الدخان .. فقال النبي ، ﷺ ، “اخسأ فلن تعدو قدرك” .أهـ
أحوال الذهاب للكاهن
أحوال من يأتي إلى الكاهن ثلاثة :
1- أن يأتيه فيسأله بدون أن يصدقه ، وبدون أن يقصد بيان حاله فهذا محرم ، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين ليلة للحديث المذكور .
2- أن يسأله فيصدقه وهذا كفر أصغر بالله عز وجل يجب على الإنسان أن يتوب منه ويرجع إلى الله عز وجل وإلا مات على المعصية لقول النبي ﷺ: “من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما نزل على محمد”..
3- أن يأتيه فيسأله ليمتحنه ويبين حاله للناس فهذا لا بأس به .