من علامات حب لله للعبد أن يوفقه للعمل الصالح، ففي الحديث الذي رواه الترمذي قال رسول الله (إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله فقيل كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت).
ولكن هذا يحتاج من العبد صبر ومجاهدة ومسابقة إلى الخيرات قال تعالى (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).

يقول فضيلة الدكتور عبد العزيز عزام-أستاذ الفقه بجامعة الأزهر-:

المحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره وحلوه ومره من علامات حب الله لعبده، ورضاه عنه، وتوفيقه إياه، فلا يراه حيث نهاه، ولا يفتقده حيث أمره، فتراه يؤدى الفرائض والنوافل، ولا يذكر أحدًا بسوء، ولا يزال لسانه رطبًا بذكر الله، سائلاً ربه أن يحسن له الخاتمة، وأن يتوفاه على الإسلام، فإنها من أعظم النعم وأجلها عند الله، فإن الله ـ تعالى ـ لو أعطى الدنيا بحذافيرها عبدًا، ومنعه الإسلام لكان ذلك وبالاً عليه، ولو أعطاه الإسلام، ومنعه الدنيا لم يضره ذلك؛ لأن الأول يموت فيصير إلى النار، والثاني يموت فيصير إلى الجنة، قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق).

ومهما عمل الإنسان من عمل صالح، فعليه أن يسأل الله المزيد، وأن يثبته على الحق، وألا يميته إلا على الإيمان والإسلام، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون). وكل ذلك بتوفيق الله، فإن الله هو مقلب القلوب، وهو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وفى الحديث الصحيح: “والذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها”. وفي هذا الحديث من التخويف لأهل التقوى والاستقامة ما فيه فضلاً عن أهل الغواية والتفريط.

وفي الحديث الذي رواه أبو داود قال : (إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار).

فمن كان في معية الله ورضوانه وأهل طاعته، فليبشر بالخير، فإن الله قد وعد من أطاعه بالجنة والنجاة من النار، وفي الحديث الصحيح: “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل ومن يأبَ يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى”.

فواظب أيها المسلم وأيتها المسلمة على طاعة الله، وحافظوا على الصلوات الخمس دائمًا في أوقاتها، وأكثروا من الذكر، وقراءة القرآن تدخلون الجنة بسلام، وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.