يقول الدكتور عبد الحليم محمود – رحمه الله-:
شم العطر أو الأكل لا يفسدان الصوم، ورائحة العطر أو الطعام إذا استنشقها الإنسان لا تُبطل صومه؛ ذلك أن الصوم عبارة عن :(الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس)، والإمساك فيما يتعلق بالطعام والشراب معناه : العمل على عدم إدخال شيء منهما من مَدْخَلِه المعتاد، وهو الفم أو الأنف في بعض الأحيان.
أما رائحة العطر أو رائحة الأكل فلا تُعْتَبَر أكلاً مُعتادًا أو شرابًا معتادًا، إنها مجرد رائحة، وانسيابُها إلى الحلق ليس انسياب طعام أو شراب، وإنما هو كانسياب النفَس. وليس في الصيام قطع للهواء أو إمساك عن النَفس، والإنسان هو يتنفس في الشارع مثلًا أو في أي مكان قد يشم الروائح العطرية، وقد يَشُمُّ الأطعمة الشهية، فإذا كان صائمًا زادتْه رائحة الطعام شوقًا إلى الطعام. فيزداد احتياجه إلى قوة الصبر اللازمة لإتمام الصيام.
نعم: كَرِه بعض العلماء شمَّ تلك الروائح للصائم، مُبالغةً في الاحتياط؛ ولأنها تضر الصائم أكثر مما تنفعه، إذ تفتَح شهيَّته، وتُضعِف مقاومته لتأثير الطعام والشراب وغير ذلك مما يُمسك عنه الصائم.