الإطعام في الكفارة يجب أن يكون للفقراء ، ولا يجزم بأن كل من يجلس على موائد الرحمن من الفقراء، فإن استطاع أن يتأكد من فقر من يطعمه في رمضان ، فلا بأس بهذا.
فقد يكون ممن يجلس على موائد الرحمن من تأخر في العمل، أو لم يستطع الوصول إلى بيته مبكرا، أو من يعمل ليلا ، أو غير ذلك، مما يخرجه عن حد الفقر.
و الإطعام نوع من الأنواع الواجبة في الكفارة , يقدم تارة على بقية أنواع الكفارات كما في كفارة الأيمان , ويؤخر تارة كما في كفارة الظهار , وكذلك الحال في الفطر في رمضان .
وقد اتفق الفقهاء على وجوب الإطعام في كفارة الفطر في صوم رمضان أداء , غير أن الشافعية والحنابلة قصروه على من جامع في رمضان عامدا , دون من أفطر فيه بغير الجماع , واختلف الفقهاء في رتبته تقديما وتأخيرا . فقال الحنفية والشافعية والحنابلة بتأخيره عن الإعتاق والصيام , وقال المالكية بالتخيير بين الأنواع الثلاثة : الإعتاق والصيام والإطعام .
وقد اشترط القرآن الكريم الفقر والمسكنة في إخراج الكفارة ، فقال تعالى :( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. . . ) المائدة 89 .