لقد كانت خدمة الزوج يضرب به المثل في عصر الصحابة فقد كانت لنساء السلف الصالح من قيام بكل خدمة، يقدرن على أدائها من أجل الزوج والأولاد، فإن ذلك من آداب العشرة الزوجية، ومن أسباب تماسك وتواصل الحياة العائلية.

وهذا مثال عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، فهي صحابية وبنت صحابي وأختها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني الزبير بن العوام رضي الله عنه، وماله في الأرض من مال ولا مملوك. ولا شيء غير فرسه وناضحه فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤونته وأسوسه، وأدق النوى لناضحه –أي لبعيره- وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه – أي وأخيط دلوه – وأعجن، وكنت أنقل النوى على رأسي من ثلثي فرسخ –أي ما يزيد على ثلاثة من الكيلو مترات- حتى أرسل لي أبو بكر بجارية فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقتني ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ومعه أصحابه والنوى على رأسي فقال صلى الله عليه وسلم. إخ إخ لينيخ ناقته، ويحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس فحكيت له ما جرى فقال والله لحملك النوى على رأسك أشد علي من ركوبك معه) متفق عليه .
أرأيت – أيتها المسلمة- ما كان من بنت الصديق أبي بكر رضي الله عنهما إنها عملت خيرًا فجوزيت خيرًا فاعملي الخير بخدمة البيت بقدر ما تستطيعين فإنك ستجدين بذلك عند الله خيرًا وأعظم أجرًا .