الحياة الزوجية شركة تستمر بين الزوجين سنوات طويلة ، تتخللها قضايا مختلفة ، ولا تخلو من منغصات ومشكلات تتطلب من الزوجين حُسن التصرف ، والتحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة للتغلب عليها .. لهذا يستحب معاشرة كل من الزوجين للآخر بالمعروف كما ورد في الكثير من الآيات والأحاديث ..
وتترتب على العلاقة الزوجية واجبات وحقوق لكل من الزوجين على الآخر ، ذكروا منها :

* واجبات الزوج :

بما أن القوامة في بيت الزوجية للزوج ، فإن عليه أن يتحلى بصفات القيادة والأناة والصبر والحكمة ، وحُسْن العِشرة.

-لقوله تعالى : (( وعاشِروهُنَّ بالمعروفِ فإنْ كَرِهْتُموهُنَّ فَعَسَى أنْ تَكْرَهُوا شيئاً ويَجْعَلَ اللهُ فيهِ خيراً كثيراً )) سورة النساء 19.

-وقوله تعالى : (( ولهنَّ مِثْلُ الذي عليهِنَّ بالمعروفِ )) سورة البقرة 228.

-وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً ، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر ) ، والفَرْكُ : هو الكره والبُغض .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( استوصوا بالنساء خيراً فإنَّ المرأةَ خُلقتْ من ضلع ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضلعِ أعلاهُ ، فإن ذهبتَ تقيمُـهُ كَسَرْتَهُ ، وإن تركتًهُ لم يزلْ أعـوجَ ، فاستوصوا بالنسـاءِ ).

ومعنى ذلك أداء الحقوق كاملة للمرأة ، مع حسن الخلق في معاشرتها ، والبشاشة لها ، وعدم الإساءة بالكلام الغليظ ، أو الإعراض عنها والميل إلى غيرها ؛ كما يجب على الزوج واجبات مالية من مهر ونفقة وسكنى ، وواجبات غير مالية كحسن العشرة ، وعدم الإضرار بها أو ظلمها ، والعدل بين الزوجات إن كـُنَّ أكثر من واحدة ، وأن يعفها بأن يطأها ويقضي وطرها …

* واجبـات الزوجـة :

يجب على الزوجة طاعـة زوجها بالمعروف ، لأنه هو القوام عليها وعلى أمور البيت.

لقوله تعالى : (( الرِّجالُ قوَّامونَ على النِّساءِ بما فضَّلَ اللهُ بعضَهم على بعضٍ وبما أنفقوا منْ أموالِهم )) النساء 34 ، وتمكينه من الاستمتاع بها ، وعدم الإذن لمن يكره بدخول بيته ، وعدم الخروج من البيت إلا بإذنه ، وله تأديبها بالمعروف ، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه ليس عليها خدمة زوجها من طبخ ونحوه ، لأن المعقود عليه من جهتها هو الاستمتاع فلا يلزمها ما سواه ، أما المالكية فقد أوقفوا ذلك على العرف.

* واجبات مشتركة بين الزوجين :

وهناك واجبـات مشتركة يشترك فيها كل مـن الزوجين ، منها حِلُّ المعاشرة واستمتاع كل منهما بالآخر ، وحرمة المصاهرة فالزوجة تحرم على آباء الزوج وأجداده وأبنائه وفروع أبنائه وبناته ، كما يحرم على الزوج أمهات الزوجة وجداتها وبناتها ، وبنات أبنائها وبناتها ، وأن يجمع بينها وبين أختها أو عمتها أو خالتها ، كما يثبت التوارث بين الزوجين بمجرد إتمام عقد الزواج وإن لـم يدخل بها ..

ومن حق كل من الزوجين على الآخر أن يكتم سره ، وأن يستر ما يقع بينهما حال الجماع وقبله من مقدماته أو غير ذلك من الأسرار التي تكون بين الزوجين عادة ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ مِنْ أَشرِّ النَّاسِ عند الله منزلةً يومَ القيامة الرجلُ يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرَّها ).