منهج المسلمين في إرسال الرسائل كان يبدأ بإلقاء صيغة السلام كاملة ، فإذا انتهت الرسالة فإنه يختمها بقوله : ” والسلام ” كما وردت رسائل مختتمة بعبارة ” والسلام عليكم ” أو “السلام عليك ” فلا حرج في ختم الرسالة أي منها .

يقول الشيخ محمد صالح المنجد:
لا حرج في ختم الرسالة بكلمة ” والسلام ” ولا يّشترط إكمال العبارة لأنّ الاختصار وإن حصل في الكتابة فإن مقصود الكاتب بقوله : والسلام ، أي : والسلام عليك ، ولكن لو قال المرسل في خاتمة رسالته : “والسلام عليك” أو “والسلام عليكم” فهو أحسن وقد ختم عمر رضي الله عنه رسالته إلى شريح القاضي بقوله : “والسلام عليك” سنن النسائي 5304 ، وختم بها عمر بن عبد العزيز رسالة إلى أحد عمّاله أيضا ، موطأ مالك : كتاب الجهاد .
ونقل ابن كثير في البداية والنهاية عن ابن عساكر أن زياد بن أبي سفيان بعث إلى سعيد بن العاص هدايا وأموالا وكتابا ذكر فيه أنه يخطب إليه ابنته .. ، فلما وصلت الهدايا والأموال والكتاب قرأه ، ثم فرّق الهدايا في جلسائه ، ثم كتب إليه كتاباً لطيفاً فيه : بسم اللَّه الرحمن الرحيم ! قال اللَّه تعالى : ( كَلاَّ إنْ الإنْسَانَ لَيَطْغَى أنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ) والسلام .
علما أنّ المفترض في المرسِل أنّه قد سلّم على المرسل إليه بعبارة مفيدة كاملة في صدر رسالته كما جرى عليه عمل المسلمين في عهد النبي وإلى يومنا هذا .
أهـ
ومن الرسائل التي انتهت بعبارة ” والسلام ” رسالة “يزيد بن الوليد” إلى “مروان بن محمد” وقد بلغه عنـه بعض التجسس عن بيعته: “من عبد الله أمير المؤمنين يزيد بن الوليـد إلى مروان بن محمد، أما بعد: فإني أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، فإذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيهما شئت، والسلام”.