يؤمن المسلم بالكتب السماوية السابقة من حيث أصل نزولها، وقد اعتراها التحريف على أيدي أتباعها ، ويجوز لعلماء المسلمين ولغيرهم أن يقرءوا الكتب السماوية، واقتناء التوراة والإنجيل ، ولكن بعد التشبع بكتاب الله أولا، واستلهام الهدي منه، والاعتقاد بتشريعه، ومعلوم أن ما جاء في الكتب السماوية السابقة من تشريع لا يعمل به إلاّ إذا كان موافقا لشريعة الإسلام.
يقول الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي -رحمه الله :
إن مهمة العالم الداعية للناس، المذكر بالحق والصواب، المحذِّر من الخطأ والباطل، أن يكون على علم أولاً بالقرآن الكريم، تلاوة وترتيلاً وحفظًا وفهمًا؛ لأن القرآن المجيد هو أساس الدعوة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ ومفتاح الرّشاد والسداد في هذه الحياة، ولذلك يقول الحق ـ جل جلاله ـ في سورة الإسراء: (إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي للتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الإسراء 9). ويقول في سورة الحشر: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وتِلْكَ الأَمْثالُ نَضْرِبُها للنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرونَ) (الحشر:21).
ومن طبيعة عمل الداعية أن يكون مطلعًا على الكتب الدينيّة الأخرى، ليعرف التمييز بين الحق والباطل. وعلى هذا لا يكون هنا مانع شرعي من حيازة العالم أو الشيخ لنسخة من الإنجيل.