الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة وقبل السلام ليس ركنًا ولا فرضًا ولا واجبًا، بل هو سنة فقط، لو تُرِك لا تَبطُل الصلاة. ما ورد في السنة عن الدعاء بعد التشهد الأخير: وقد وردت أحاديث كثيرة تُرَغِّب فيه، منها ما جاء عن ابن مسعود أن النبي ـ ﷺ ـ علَّمهم التشهد ثم قال في آخره: “ثم لْتَخْتَرْ من المسألة ما تَشَاءُ” رواه مسلم.
بماذا يدعو الإنسان بعد التشهد الأخير:
وإذا استُحِبَّ الدعاء بما يَشاء الإنسان فالأفضل أن يكون بالمأثور في القرآن والسنة، مثل:
قوله تعالى: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
وما جاء في الحديث الذي رواه مسلم: كان رسول الله ـ ﷺ ـ إذا قام إلى الصلاة يكون آخر ما يقول بين التشهد والتسليم:” اللهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسْرَرْتُ وما أعلنْتُ وما أسْرفْتُ وما أنت أعلم به مني، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت”.
وما رواه أيضًا “إذا فَرَغَ أحدُكم من التشهد الأخير فليتعوَّذْ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المَحْيَا والمَمَات ومن شرِّ فتنة المسيح الدجال”.
حكم الدعاء بأمور الدنيا بعد التشهد الأخير وقبل السلام:
أما الدعاء المأثور فهذا ما قال فيه الفقهاء، منقولاً من كتاب الفقه على المذاهب الأربعة:
-قال الأحناف: لا يجوز أن يدعو بما يُشبِه كلام الناس، كأن يقول: اللهم زَوِّجْنِي فلانة، أو أعطني كذا من الذهب والفضة والمناصب، لأنه يُبطِلُها قبل القعود بقدر التشهد، ويفوت الواجب بعده قبل السلام.
-وقال المالكية: له أن يدعو بما شاء من خيْرَي الدنيا والآخرة.
-وقال الشافعية: يُسَنُّ الدعاء بِخَيْرَي الدين والدنيا، ولا يجوز أن يدعو بشيء محرم أو مستحيل أو معلق، فإن دعا بشيء من ذلك بَطَلت صلاته.
-وقال الحنابلة: له أن يدعو بما ورد أو بأمر الآخرة ولو لم يشبه ما ورد، وله أن يدعو لشخص معين بغير كاف الخطاب، وتبطل الصلاة بكاف الخطاب مثل: اللهم أدخلك الجنة يا والدي. أما لو قال: اللهم أدخله الجنة فلا بأس به، وليس له أن يدعو بما يقصد منه مَلاذّ الدنيا وشَهَواتها، كأن يقول: اللهم ارزقْنِي بَطَلَتْ صلاته، ولا بأس بإطالة الدعاء ما لم يَشُقَّ على مأموم.