يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا– رحمه الله-:
ليس في القرآن الكريم ما يثبت العين ، ولكن ذكر المفسرون مسألة العين وجهًا في تفسير قوله تعالى : [ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ] ( القلم : 51 ) ، والمعنى المتبادر أنهم كانوا ينظرون إليه نظر الغيظ والحنق ، وفي آية أخرى في المنافقين : [ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ المَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ المَوْتِ ] ( محمد : 20 ) .
قد ورد في حديث الشيخين وغيرهما: ( العين حق )، أي أمر ثابت عند الناس وواقع فيهم ، ولم يرد في بيان كيفية تأثير العين شيء في الشرع، وإنما ورد ما يدل على أنها تؤثر ، ولا حاجة في فهم هذا التأثير إلى أكثر من المعروف المشهور ، فإن لبعض الناس استعدادًا نفسيًّا قويًّا في التأثير .
ولبعضهم مثله في التأثُّر ، ومن ذلك صناعة التنويم المغناطيسي المعروفة عند الغربيين ، وانتقال مطلق التأثير من نفس إلى نفس معهود في جميع الناس أو أكثرهم ، فقلَّ مَنْ ينظر صاحب تأثُّر شديد بحزن أو خوف إلا ويجد في نفسه أثرًا من ذلك .