قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) (سورة الإسراء : 79) وجاء في حديث البخاري وأصحاب السنن “من قال حين يسمع النداء: اللهم ربَّ هذه الدعوةِ التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلَّتْ له شَفَاعَتي يوم القيامة” فتعبير الحديث هنا متفق مع تعبير القرآن في أن كلمة “مقاما” منكرة وليست مُعَرَّفَة.
لكن جاء في رواية النسائي بلفظ “المقام المحمود” فالحديث يُروى بالوجهين: التنكير والتعريف.
قال العلماء في رواية “مقامًا” إنه نُصِبَ علَى الظرفية، أي: وابعثه يوم القيامة فأقمه في مقام محمودٍ، أو على أنه مفعول به ضُمِّنَ مَعنى ابعثه أقمه، والأولى أنه مفعول مطلق ويجوز أن يكون حالاً بعد حال، أي ابعثه ذا مقام عظيم، قال الطيبي” وإنما نكَّره؛ لأنه أفخم وأجزل كأنه قيل: مقامًا وأي مقام. أي مقامًا محمودًا بكل لسان تكلُ عن أوصافه ألسنة الحامدين، وقال النووي: إن الرواية ثبتت بالتنكير، كأنها حكاية للفظ القرآن. “فتح الباري ج 2 ص 133″.
ومن هنا لا يجوز لأحد أن يقول: إن رواية “مقامًا” خطأ.