قصر الصلاة سنة ثابتة في السفر، وترك القصر في السفر مخالف لهدي النبي ﷺ ، واختلف العلماء في درجة هذه المخالفة ، فمنهم من قصرها على الكراهية ، ومنهم من وصل بها إلى التحريم ، ومنهم من وصفها بالبدعة . والقصر لا يكون إلا في السفر.
أما الجمع فهو رخصة في السفر ، وتركه أولى لاختلاف العلماء في مشروعيته، فمن العلماء من لا يجيز الجمع في السفر مطلقا ولو كانت المسافة ملايين الأميال ( مثل الأحناف) ومنهم من يجيزه أثناء السير فقط.
كما اختلف العلماء في تحديد مسافة السفر التي تسوغ القصر والجمع، ورجح العلامة ابن القيم أنها لا تتوقت بوحدة قياسية ، والعبرة بالعرف ، فكل ما سماه الناس سفرا ساغ فيه القصر والجمع، وما لا يعده الناس سفرا لا يسوغ فيه شيء منهما، بينما اتجهت المذاهب المتبوعة إلى تحديد المسافة بما يزيد عن الثمانين كيلو ببضعة كيلوات.
كما يجوز الجمع في غير السفر، على اختلاف بين العلماء في هذه الحالات بين مضيق وموسع، ومن العلماء من أجاز الجمع لغير سفر ولا مطر شريطة أن لا يكون عادة لصاحبه.