فرض الله الصلاة في شريعة كل نبيّ، ويكفي أن نعلم أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام رفَعَا قواعد البيت الحرام بمكة ليكون مسجدًا للصلاة، قال تعالى: (وعَهِدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طَهِّرَا بيتيَ للطائفين والعاكفين والرُّكَّع السجود)، وتضرَّع إبراهيم إلى ربه جل جلاله أن يوفق ذريته لأداء الصلاة فقال: (ربِّ اجعلني مُقيمَ الصلاةِ ومِن ذريتي).
وكانت الصلاة فريضة في شريعة موسى ـ عليه السلام ـ قال تعالى: (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تَبَوَّآ لقومكما بمصرَ بيوتًا واجعَلوا بيوتَكم قبلةً وأقيموا الصلاةَ وبشِّر المؤمنين) ، وهكذا فريضة الصيام والزكاة والحج شُرعت على لسان الأنبياء، إلا أن كيفيات هذه الصلاة وتلك العبادات تختلف من شريعة لأخرى، كما قال تعالى: (لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومنهاجًا).
وكان سيدنا محمد ـ ﷺ ـ في بدء الدعوة الإسلامية يصلّي منفردًا ويصلي بأهله ويصلي بالمسلمين.
وذكر العلماء أن الصلاة قبل الإسراء كانت صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، استئناسًا بقوله تعالى: (وسبِّح بحمد ربك بالعَشِيِّ والإبكار) وقوله جل شأنه: (..وسبِّح بحمد ربِّك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. ومن الليل فسبِّحه وأدبارَ السجود)، ثم كان قيام الليل واجبًا على النبيّ ـ ﷺ ـ وعلى أمته حولًا كاملًا ثم نُسخ وجوبه في حق الأمة وبَقيَ واجبًا في حق الرسول ـ ﷺ ـ كما يشير إلى ذلك صدر سورة المزمِّل (يا أيها المزمِّل. قم الليل إلا قليلًا) وخاتمتها (فاقرأوا ما تيسَّر من القرآن).
وعندما فُرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج قبيل الهجرة وكانت خمس صلوات، بدأت مرحلة جديدة من التشريع نسَخَت المراحل السابقة كلها، ثم لَحِقَها تخفيف في حال السفر، وهو القصر، بأن تؤدَّى الصلاة الرباعية مَثنَى، ففي الصحيح عن عائشة قالت: فُرِضَت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأُقِرَّت صلاة السفر وزِيدَ في صلاة الحضر.
اقرأ أيضاً :
الإسراء والمعراج .. في ذكرى الحادثة
الإسراء والمعراج.. قراءة في أحداث التاريخ وواقع الذكرى
مقاصد الإسراء والمعراج .. اجتهادات فقهية
رحلة الإسراء والمعراج .. مقدمات ومقاصد
الدعاء ليس مجرد عبادة .. من دروس الإسراء والمعراج
المقصد الأعلى من وراء رحلة الإسراء والمعراج ؟
لقد رأى من آيات ربه الكبرى