المسلمة الحقة من تحافظ على حيائها ،وتكريم الإسلام لها ،ولا ترى الالتزام بالزي الذي أمر الشرع بوضع ضوابط له نوعًا من التزمت ،بل تراه صيانة لأنوثتها ،وحفظًا لحيائها ،حتى تنعم بالزوج الصالح ،وما يرى من استهزاء المتبرجات اللاتي نزع الحياء منهن من ذلك اللباس الذي ارتضاه الله تعالى للمسلمة إلا نوعًا من الجهل والغرور ،ولو وقفت المسلمة العاقلة للتزمت بشرع ربها إن كانت تخشى الله واليوم الآخر،والمسلمة التي تطيع ربها تفخر بهذه الطاعة ،لأنها تعلم الحكمة من فرض الله ، وهي تنتظر النعيم يوم القيامة منه سبحانه،فهو خير من يجازي العباد على أعمالهم .

وعلى أولياء الأمور أن يأمروا بناتهم بما أمر الله إن كن لا يلتزمن باللباس الشرعي، ومن كانت منهن تلبسه فليشجعها على ذلك ،وليحمد الله تعالى على أن رزقه فتاة تعرف حق ربها ،ومن عرف حق الله ،عرف حقوق الآخرين .

الواجب على المسلم التمسك بمبادئ الدين

يقول الدكتور محمد البهي من علماء الأزهر -رحمه الله-:

المسلمة مؤمنة بالله وبمبادئ دينه. ومن أهم هذه المبادئ احترام المرأة نفسها وعدم تعريض بدنها بالكشف عن مفاتنه للنظرة الجارحة أو للهمسة الساخرة، أو الدخول في منافسة لا تكسب منها مَن تنجح، وتذِلُّ فيها مَن تُخفق.

ولا عليها إطلاقًا إذا تمسَّكتِ بما تؤمن به، وإنْ خالفْتِ ما يسمَّى “بالمودة” وأعتقد أن من حولها إذ يقول لها في هذا المجال: إن الملابس الطويلة تدلُّ على التأخُّر، يعني فقط عدم تعرُّضها لسخرية بعض الناس. ولكن الإنسان الذي يسخر من شابّةٍ تحافظ على حيائها وأنوثتها، وعدم تعرُّضها للسقوط في متاهة “المودة” وأخيرًا على تحقيق هدفها من الجامعة وهو الدراسة والتحصيل، وليس للمتعة وتوزيع الإغراء. هذا الإنسان لا يُبالَى بنظرته في الحياة؛ لأنه يقف بهذه النظرة عند السطح والتافه الذي لا يُجدِي.

إن الإنسان بإيمانه بالمبادئ الإنسانية الكريمة ـ وهي مبادئ الإسلام ـ وبتطبيق هذه المبادئ في حياته يُعلِي من شأن نفسه أمام الآخرين الذين يسقُطون في “دنيا المُتَع”؛ لأنه يحافظ على كرامة نفسه. وكرامة الإنسان ـ أي إنسان ـ لا تُوهَب له من غيره، وإنما تُستخلص بذاته. وليس من السهل استخلاصها إلا لصاحب عزم وإيمان بالله.

ما حكم الاستهزاء بالحجاب

يقول الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله تعالى-

الحجاب الشرعي عبارة عن ستر الوجه وما تكون به الفتنة من بقية الأعضاء، خلافا لما يظنه بعض الناس من أن الحجاب أن تستر المرأة كل بدنها إلا الوجه والكفين وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنّة على أنه لا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها لغير زوجها ومحارمها.
-ومن استهزأ بالحجاب فإن كان قصده الاستهزاء به كشريعة وسنّة من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه على خطر عظيم ويخشى أن يكون هذا ردّة عن دين الله لأن الاستهزاء بالله وءاياته ورسوله كفر كما قال الله تبارك وتعالى ( وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاللَّهِ وَءاياتِهِ وَرَسولِهِ كُنتُم تَستَهزِئونَ * لا تَعتَذِروا قَد كَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم ) .
-وأما إن كان يستهزئ به لا على أنه شريعة لكن على أنه قول اختاره من يفعله ويتحجب فهذا لا يكفر لكنه أخطأ خطأ عظيما لأن الاستهزاء بقول غيرك من أهل العلم وإن كنت عالما لا يحل مادامت المسألة مبنية على إجتهاد فإنه ليس اجتهادك أولى بالصواب من اجتهاد الأخر وليس اجتهاده أولى بالصواب من اجتهادك والصواب من اجتهاديكما ما وافق الكتاب والسنّة.