المأثور في الأذان أن يؤذن شخص واحد الأذان كله، ولا يصح تقطيع الأذان بين أكثر من شخص، فيحرم ما يسمى بأذان الجوقة وهو أذان يقوم به مجموعة من المؤذنين بطريقة خاصة وأنغام متعددة، وذلك لأن الأذان عبادة بدنية، فلا يصح من شخصين يبني أحدهما على الآخر. كما لا يصح اجتماع جماعة على الأذان، بحيث يأتي كل واحد بجملة غير التي يأتي بها الآخر.
وهذا يختلف عن أذان أكثر من مؤذن في البلدة الواحدة لكي يعلموا أهل البلدة بدخول الوقت.
يقول الدكتور حسام الدين عفانة أستاذ الفقه بفلسطين:
إنَّ الأذان الجماعي بدعة ليست مشروعة ومخالفة لما كان عليه الهدي النبوي لأن الأصل في الأذان المأثور منذ عهد الرسول ﷺ أن يؤذن شخص واحد فقط .
قال الشيخ علي محفوظ : ومن البدع أذان الجماعة المعروف بالأذان السلطاني أو أذان الجوقة فإنه لا خلاف في أنه مذموم مكروه لما فيه من التلحين والتغني وإخراج كلمات الأذان عن أوضاعها العربية وكيفياتها الشرعية بصورة قبيحة … وأول من أحدثه هشام بن عبد الملك … .
وقد أجاب الشيخ محمد مصطفى المراغي لما سئل عن الأذان الجماعي بقوله : إن الأذان السلطاني لم يكن على عهد رسول الله ﷺ .
وقال الشيخ محمد عبد السلام : والأذان جماعة على وتيرة واحدة بدعة.
وقد أجاز بعض أهل العلم أن يؤذن أكثر من واحد في آن واحد إذا كان صوت المؤذن الواحد لا يصل مختلف أرجاء البلد فقالوا : يجوز حينئذ أن يقوم أربعة مؤذنين مثلاً على عدة مآذن فيؤذنوا ليصل صوتهم إلى أرجاء البلد . وهذه العلة التي ذكروها زالت اليوم نظراً لاستخدام مكبرات الصوت التي توصل صوت المؤذن الواحد إلى أرجاء البلد فكيف إذا كان الأذان بواسطة الإذاعة فإن عدد الذين يستمعون له أكبر وأكثر ويصل إلى مختلف أنحاء الدولة وأبعد من ذلك .
قال الإمام الشافعي : … ولا يؤذن جماعة معاً وإن كان مسجداً كبيراً له مؤذنون عدد فلا بأس أن يؤذن في كل منارة له مؤذن فيسمع من يليه في وقت واحد .
وقال الماوردي : … لأن الصوت يختلط باجتماعهم فلا يفهم إلا أن يكون البلد كبيراً والمسجد واسعاً فلا بأس أن يجتمعوا في الأذان دفعة واحدة كالبصرة.