الخبز له كرامة، بمعنى أنه يجب إكرامه وعدم امتهانه، لأن النبي أمر بإكرام الخبز، ولا بأس بتقبيله ، بل يستحب إن قصد إكرامه عملا بأمر النبي .
وأما وطء الخبز فهو مكروه، وتشتد الكراهة إذا قصد احتقاره، وقد يحرم ذلك، بل مجرد إلقائه على الأرض مكروه.

حكم إكرام الخبز

يقول الأستاذ الدكتور حسام الدين بن عفانة، الأستاذ بجامعة القدس:
لا شك أن الخبز نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، ونعم الله ينبغي أن تصان عن الامتهان والاحتقار، ودوس الخبز بالقدم عمداً يدخل في كفران نعمة الله جل جلاله. وليس صحيحاً أنه لا كرامة للخبز بل له كرامة فقد ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال :( أكرموا الخبز ) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ورواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه السيوطي في الجامع الصغير وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/265 .
وقد اعتبر العلماء أن من آداب الطعام إكرام الخبز ، قال العلامة المناوي في “فيض القدير” :
” أكرموا الخبز ” أي سائر أنواعه، لأن في إكرامه الرضى بالموجود من الرزق وعدم الاجتهاد في التنعم وطلب الزيادة … ومن كلام الحكماء : الخبز يُباس ولا يُداس.
وقال أيضاً : وإكرامه أن لا يوطأ ولا يمتهن، كأن يستنجى به أو يوضع في القاذورة والمزابل أو ينظر إليه بعين الاحتقار.
وخلاصة الأمر أنه لا يجوز دوس الخبز بالقدم وأن ذلك من كفر نعمة الله .(انتهى).

حكم تقبيل الخبز

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :
قال الحنابلة ‏:‏ لا يشرع تقبيل الخبز ولا الجمادات إلا ما استثناه الشرع ‏.
‏وأما الشافعية فصرحوا بجواز تقبيل الخبز‏ وقالوا ‏:‏ إنه بدعة مباحة أو حسنة، لأنه لا دليل على التحريم ولا الكراهة، لأن المكروه ما ورد نهي عنه، أو كان فيه خلاف قوي، ولم يرد في ذلك نهي، فإن قصد بذلك إكرامه لأجل الأحاديث الواردة في إكرامه فحسن،‏ ودوسه مكروه كراهة شديدة، بل مجرد إلقائه في الأرض من غير دوس مكروه ‏.‏ ‏

‏وقال صاحب الدر من الحنفية مؤيدا قول الشافعية في جواز تقبيل الخبز ‏:‏ ‏(‏ وقواعدنا لا تأباه ‏)‏ ‏.‏ ‏‏