لا شك أن كثيرا من الناس تعتريهم في حياتهم بعض الهموم ، وعلى الإنسان ألاّ يستسلم لها ، وأن يتضرع إلى الله تعالى بالدعاء لتفريج كربه ، والأفضل أن يلجأ إلى الله تعالى بدعاء مأثور عن النبي – ﷺ – فإن لم يستطع فعليه أن يجتهد في الدعاء .
يقول فضيلة الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :
رُوي عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ ﷺ ـ كان يقول عند الكَرْب: ” لا إله إلا الله، العظيم الحليم، لا إله إلا الله، رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم .
ورُوي عن النبي أنه قال: ” دعوات المكروب: اللهم رُحماك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلحْ لي شأني كله، لا إله إلا أنت “. ورُوي أن النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان إذا كربه أمر قال: ” يا حيُّ يا قيُّوم، برحمتك أستغيث “.
والواقع أن الدعوات كثيرة، وهي مبثوثة في كتب الحديث والتصوف والأخلاق، وهناك مؤلفات مستقلة في تفصيل الأدعية، ومنها كتاب “الأذكار” للإمام النووي وننصح كل مسلم أن يردد حين شعوره بالضيق ذلك الدعاء الذي دعا به رسول الله ـ ﷺ ـ وهو خارجٌ من مكة إلى المدينة مهاجرًا، وقد روى هذا الدعاء أبو نعيم، وهو: ” الحمد لله الذي خلقني ولم أكُ شيئًا، اللهم أعِنِّي على هوْل الدنيا، وبَوائق الدهر، ومصائب الليالي والأيام. اللهم اصحبْنِي في سفري، واخلُفني في أهلي، وباركْ لي فيما رزقتني، ولك فَذَلِّلْنِي، وعلى صالح خلقي وخلقي فقوِّمني، وإليك رب فحبِّبني، وإلى الناس فلا تَكلْنِي، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السموات والأرض، وكُشفت به الظلمات، وصلُح عليه أمر الأولينَ والآخرين، أن تُحِلَّ علي غضبك، وتُنزل بي سخطك، وأعوذ بك من زوال نعمتك، وفجأة نقمتك، وتحوُّل عافيتك، وجميع سخطك، لك العُتْبَى عندي خير ما استطعت، ولا حول ولا قوة إلا بك “.
وهذا الدعاء أشبه دعاء نبويٍّ آخر ردَّده رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في وقت من أوقات الشدة، وذلك حينما ذهب إلى الطائف يدعو أهلها إلى الإسلام فأبوْا، وأساؤوا معاملته، واعتدوْا عليه، فقال يناجي ربه:
” اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على الناس، يا رب العالمين، أنت رب المستضعفين، وأنت أرحم الراحمين، وأنت ربي… إلى مَن تكلني، إلى بعيدٍ يتجهَّمنى، أم عدوٍّ ملَّكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي. غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحلَّ علي غضبك، أو أن ينزل بي سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك “.
فليردد المسلم هذه الدعوات، ففيها اقتداء بالرسول، والتماس لرحمة الله، وتذكير بحوله وقوته، وعونه ورعايته.