النار هي دار العذاب التي أعدها الله لمن خالف أوامره ، فيها الزقوم، والغسلين، والمهل، ومقامع من حديد، ومن أنواع العذاب ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
فقد جاء بها الكتاب والسنة. قال تعالى: “إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا”.
وقال سبحانه: “هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودِ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيد”.
وقال عز وجل: “…فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين”.
وقال تعالى: “وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِين”.
ونار جهنم لها أسماء متعددة ، والباعث على تعدد هذه الأسماء اختلاف صفاتها ، فهي الحطمة لأنها تحطم من يدخل فيها ، وهي الهاوية لبعد قعرها فلا يصل إليه من يهوي فيها .
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر-رحمه الله تعالى- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقاً :
إنّ للنّار سبعة أبواب من واقع قوله تعالى ( وإنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) [ الحجر : 43 ، 44 ] .
وذكر أن الباب الأول اسمه: جَهنّم، والثاني: لَظى، والثالث: سَقَر ، والرابع : الحُطَمة، والخامس: الجَحيم، والسادس: السّعير، والسابع : الهاوِية، وهي أسماء مأخوذة من طبقات جهنم، والله أعلم بالحقيقة . أهـ
أما سماحة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله فقال :
” نار جهنم لها أسماء متعددة ، وهذا التعدد في الأسماء لاختلاف صفاتها . فتسمى الجحيم ، وتسمى جهنم ، ولظى ، والسعير ، وسقر ، والحطمة ، والهاوية بحسب اختلاف الصفات . والمسمى واحد ، فكل ما صح في كتاب الله أو سنة الرسول ﷺ من أسمائها فإنه يجب على المؤمن أن يصدق به وأن يثبته ” . أهـ
يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد:
قد سميت الجحيم لشدة تأجج نارها .
وسميت جهنم لبعد قعرها -كما في القاموس-
وسميت لظى لتلهبها .
وسميت السعير لأنها تُوقد وتهيج فهي فعيل بمعنى مفعول.
وسميت سقر وصقر لشدة حرها .
وسميت الحطمة لحطمها -أي كسرها وهشمها – كل ما يلقى فيها .
وسميت الهاوية لأنه يُهوى فيها من علو إلى سفل … وهكذا
وذكر بعض أهل العلم من المفسرين وغيرهم أسماء أخرى غير هذه المذكورة .
وذكر بعضهم أن هذه الأسماء المذكورة أسماء لدركات النار وطبقاتها ، ثم قسم بعضهم الناس على هذه الطبقات ، ولم يصح تقسيم الناس في النار وفق هذا التقسيم – وإن كان انقسام الناس وتفاوتهم بحسب أعمالهم أمر ثابت بالنصوص الكثيرة – ، كما لم يصح تسمية دركات النار على الوجه الذي ذكروه .
والصحيح أن كل واحد من هذه الأسماء التي ذكروها اسم على النار كلها ، و ليس لجزء من النار دون جزء.